رأى سفير لبنان السابق في واشنطن عبدالله بو حبيب أن "الإتفاق النووي الذي تمّ توقيعه مع إيران لم يتطرّق الى قضايا السلاح، ولا الى علاقات إيران بالفلسطينيين، ولم يفرض على طهران أي شرط في ما يتعلّق بتلك النقاط، وهو ما يجعل إيران غير مضطّرة للقيام بأي تعديل في سياساتها المرتبطة بتلك الملفات".
واعتبر في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أن "نوعية المساعدات التي تقدّمها إيران للفلسطينيين في لبنان ليست مكلفة بالنسبة إليها كدولة، فيما هي مكلفة لو كان يتمّ تقديمها من قِبَل جهة بمبادرة فردية. ونذكر أن إيران لا تزال تحصل على أموال لأنها مستمرة في بيع النفط لبعض الدول، رغم العقوبات"، مضيفا: "لكن لا بدّ من الإشارة أيضاً في هذا السياق الى وجود ميزانية إيرانية للداخل منفصلة عن أخرى مخصّصة للخارج. ميزانيّتها الخارجية انخفضت بالطبع، ولا يُمكنها أن تقدّم التقديمات السابقة التي كانت تُعطيها للجهات المتحالفة معها في الشرق الأوسط، ولكن الأموال لا تزال تتوفّر. أما ميزانيّتها الداخلية، فهي متعثّرة بسبب البطالة وخطر الجوع... ولكن ميزانيّتها الداخلية منفصلة عن الخارجية".
وأوضح أن "كل برميل نفط تبيعه طهران، توجد عليه نسبة مئوية مخصّصة لتمويل سياساتها وامتداداتها الخارجية، لأن المساعدات الخارجية هي التي تقوّي مركز إيران في المنطقة، وتجعل منها قوة إقليمية"، مشيرا الى أن "الأوروبيين طلبوا من إيران أن لا تنسحب من "الإتفاق النووي" مقابل آلية للتعامل الإقتصادي معها. ولكن الشركات الأوروبية أوقفت الشراء من إيران، ولم تلتزم بما هو متّفق معها، ولذلك بدأ التلويح الإيراني بالخروج من "الإتفاق النووي". ولكن، رغم كل شيء، فإن لا إمكانية لحرب عسكرية حالياً. فالرئيس الأميركي دونالد ترامب يحب "البهورة"، لا أكثر ولا أقلّ".