بالتوازي مع الضغوط الإقتصادية، تستمر الولايات المتحدة بإرسال قطع عسكرية إلى الشرق الأوسط تحسبًا لأي ردود من إيران أو أذرعها.
إذ حذرت الإدارة الأميركية من أن "أي تهديدات تصدر من إيران من شأنها أن تشكل خطرًا على مصالح الولايات المتحدة وحلفاء واشنطن في المنطقة ستقابل برد سريع وحاسم".
علمًا، أن "الولايات المتحدة كانت قد أعلنت أنها أرسلت حاملة طائرات إلى المنطقة، في إشارة قوية إلى مدى جدية إدارة الرئيس الأميركي في الرد على أي تجاوزات إيرانية بعد إقرار العقوبات على النظام والتي من شأنها أن تعمق أزمة الإقتصاد في البلاد وتزيد من عزلة الجمهورية الإسلامية".
وجاء ذلك على لسان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي هدد إيران من أنه "سيكون هناك رد سريع وحاسم على أي هجوم على الولايات المتحدة أو مصالحها أو مواطنيها"، وأضاف "لا يجب على إيران أن تخطئ تفسير ضبط النفس الذي نتحلى به حتى هذه اللحظة بأنه افتقار للعزم، متهما طهران بالانخراط في تصرفات وبيانات بنبرة تهديد في الأسابيع القلائل الماضية"، وأشار إلى أن "الولايات المتحدة وحلفاءها كانوا واضحين في أنهم لا يسعون إلى الحرب"، لكنه أضاف أن "الخيار التلقائي للنظام الإيراني في الماضي كان العنف".
وفي سياق متصل بالتحذيرات الأميركية، أعلنت القيادة المركزية الأميركية "أن قاذفات من طراز بي -52 ستراتوفورتريس وصلت إلى القاعدة الأميركية في قطر حيث تم إرسالها إلى الشرق الأوسط في إطار ما تصفها واشنطن بأنها تهديدات من إيران".
كما قال القائد المشرف على القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط أن "معلومات استخباراتية أميركية تشير إلى وجود تهديد من قبل إيران، وأكد أن "ذلك يعتبر دافعًا قويًا من أجل إرسال حاملة طائرات عبر مضيق هرمز إذا اقتضت الحاجة".
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها "سرعت نشر لينكولن وأرسلت قاذفات إلى الشرق الأوسط بعد معلومات استخباراتية أميركية أشارت إلى تحضيرات إيرانية محتملة لشن هجمات على قوات أو مصالح أميركية".
في مقابل ذلك، يقول مسؤولون أميركيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم، نقلًا عن صحيفة "العرب اللندنية" أن "إحدى المعلومات الاستخباراتية أشارت إلى أن إيران نقلت صواريخ على زوارق، وقال أحد المسؤولين إن الصاروخ الذي جرى رصده على وجه التحديد يمكن على ما يبدو إطلاقه من سفينة صغيرة".
كما يرى المراقبون أن "أي هجمات إيرانية تستهدف قواتها أو مصالحها في المنطقة سيفتح أبواب الجحيم على نظام في طهران وسيجر البلاد إلى حرب ضد الولايات المتحدة في ظل ما يبديه ترامب من حزم تجاه الملف الإيراني"، وأشاروا إلى "مخاوف متزايدة من خطر فصائل شيعية مسلحة في العراق تدعمها إيران ولطالما تجنبت أي مواجهة مع القوات الأميركية سعيًا لتحقيق الهدف المشترك وهو دحر تنظيم الدولة الإسلامية".
ويُشار هنا، أن "التوتر بين طهران وواشنطن تصاعد منذ أن انسحبت إدارة الرئيس الأميركي قبل عام من الإتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران وبدأت في زيادة العقوبات لوضع حد لسياسات طهران العدائية في المنطقة".