حثّ الرئيس الامريكي دونالد ترامب قادة إيران على الجلوس معه على طاولة الحوار قائلا «ما ينبغي لهم فعله هو أن يتصلوا بي ونجلس. بوسعنا التوصل إلى اتفاق عادل، كل ما نريده منهم ألا يمتلكوا أسلحة نووية. وهذا ليس بالطلب الكبير، وسنساعدهم في العودة إلى وضع أفضل».
لو نتأمل قليلًا في الفقرة الاخيرة من تصريح ترامب نرى أنها تنازل واضح عن الشروط 12 التي طرحها وزير خارجيته مايك بومبيو قبل عام وبعيد انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي، أعلن عنها حينها بومبيو كشروط مسبقة للحوار بين أميركا وإيران.
إقرأ أيضًا: إيران بعد عام من قرار ترامب
من تلك الشروط هو ايقاف تخصيب اليورانيوم وإغلاق مفاعل إنتاج الماء الثقيل وفتح مفاعليها أمام التفتيش غير المحدود للمفتشين الدوليين ووضع حد للصواريخ الباليستية وكان بومبيو سخيا عند ما أضاف انسحاب القوات الإيرانية من سوريا ووقف تدخلها في اليمن وتخليها عن دعم الجماعات "الارهابية" (حزب الله والجهاد الإسلامي وحماس و..) إلى لائحته الطويلة.
وختم بومبيو حينها بالقول: في نهاية الأمر سيتعين على الشعب الإيراني اختيار قادته في إشارة واضحة إلى رغبة الولايات المتحدة في إسقاط النظام.
ولم يفكر بومبيو للحظة أنه كيف يمكن التفاوض مع نظام بعد إسقاطه؟
إقرأ أيضًا: إيران: الإنذار الأخير للدول الخمس
ومضى عام على إعلان بومبيو عن تلك الشروط وتوعده بتغيير النظام ياتي ترامب ليرمي 11 من تلك الشروط في سلة المهملات مكتفيا بشرط واحد وهو عدم إنتاج السلاح النووي.
هذا بحد ذاته انتصار كبير لإيران وهزيمة للولايات المتحدة ورئيسها الذي وقع في فخ مستشاريه المتشددين ولكنه في المحطة الأخيرة حاول تطمين إيران بأنه هو الذي يقوم باحتواء جان بولتون المتشدد.
اقترب ترامب إلى نهاية سعيدة لنهجه المتشدد وهي العودة إلى الاتفاق النووي وازالة العقوبات عن إيران ثم الجلوس معها على طاولة الحوار.