ما حصل خلال اليومين الماضيين من اعتداءات بوليسية على المحتجين في المنصورية يؤشر أننا كلبنانيين أصبحنا تحت رعاية عهد قوي بالكلشات والأجهزة الأمنية، وكان المشهد يوم أمس باعتقال رجل سبعيني انتقد الرئيس وصهره العزيز حاكم البلاد، أخطر مشاهد القمع التي نراها في لبنان، وما سبقها ما جرى في صحيفة الأخبار.
ونتساءل بعد كل ذلك هل أصبح هذا العهد قويًا إلى هذه الدرجة؟
وهل أصبح الإعتراض والتعبير عن الرأي مصدر تهديد للعهد القوي؟
وهل ثمة من يأخذ البلاد إلى النظام الأمني البوليسي؟
بالتأكيد إن مقولة "العهد القوي" كانت كذبة يروج لها الأتباع والحواشي والأزلام وها هي تثبت على نفسها ذلك، اليوم وأمس وقبل ايام وشهور عندما تحولت الاجهزة إلى شرطة في خدمة فخامة الرئيس والصهر المدلل والعهد القوى.
إقرأ أيضًا: نواب بعلبك الهرمل: 150 رخصة جلاب للمنطقة!!
قوة العهد ليست بالاستقواء بالأجهزة الأمنية على من لا حول لهم ولا قوة، قوة العهد ليست بالقمع والحد من حرية الرأي والتعبير والاعتراض، قوة العهد بما يقدمه من صدق وشفافية واصرار على معالجة الازمات والملفات، قوة العهد بالالتزام بخطاب القسم وبالالتزام بالدستور والقوانين المرعية الإجراء، قوة العهد بالاستماع إلى مطالب الناس والمواطنين والوقوف على آرائهم ومتطلباتهم وأوجاعهم وآلامهم في وقت يعلم جميع اللبنانيين أن هذا العهد من أسوأ العهود التي مرت على لبنان على كل المستويات.
العهد الفاشل والهزيل هو الذي يتلطى خلف الاجهزة أو الحزب أو الزعامة أو الطائفة.
إننا أمام أخطر مرحلة يمر بها لبنان ليس بوضعنا الإقتصادي فقط ولا بوضعنا السياسي فقط بل بما يجري تكريسه من القمع وكم الأفواه والحد من الحريات لا سيما حرية الرأي والتعبير.
إننا في موقع لبنان الجديد ندين ونستنكر الطريقة البوليسية المهينة التي تعرض لها أحد المواطنين لمجرد تعبيره عن الرأي وانتقاده العهد، وإننا ندعو إلى الإقلاع عن هذه الطرق والإحتكام الى القانون بعيدًا عن عرض العضلات والكلبشات.