وأخيرًا قالت إيران كلمتها واطلقت صفارة الإنذار لأوروبا عبر تخفيف تعهداتها الإضافية التي التزمت بها طوعًا بعد إبرام الإتفاق النووي وليس بموجبه.
إذ أعلنت إيران على لسان رئيسها أنها توقف تصدير اليورانيوم المخصب والماء الثقيل، وأعطى روحاني مهلة 60 يومًا للدول الخمس المبقية على الإتفاق النووي قائلًا أن الأوروبيين ويقصد فرنسا وألمانيا وبريطانيا اتخدت مواقف سياسية ولكنها فشلت في تنفيذ الإتفاق النووي أو إنقاذه بعد خروج الولايات المتحدة منه.
وهكذا لم تنسحب إيران من الإتفاق النووي ولكنها تريد الخروج من حالة اللاحسم وانقاذ الإتفاق النووي من الموت الدماغي، فإن الدولة الوحيدة التي أبقت على الإتفاق النووي والتزمت بتعهداتها في حين لم تنعم بالفرص التي وعد بها المخطط الشامل للعمل المشترك الناجم عن الإتفاق النووي.
إقرأ أيضًا: أحمدي نجاد يدعو ترامب للتفاوض
علمًا، إن هرولة الصين والهند واليابان خلف الولايات المتحدة للحصول على اعفاءات من عقوباتها في التبادل التجاري مع إيران هي بحد ذاتها كفيلة لهشاشة الإتفاق النووي بعد خروج الولايات المتحدة منه.
كما توعدت إيران الدول الأوروبية الثلاث والصين وروسيا بأنها ستستانف تخصيب اليورانيوم فوق مستوى 3.5 وستعمل على اكمال منشآت أراك للماء الثقيل مما يعني إطلاق رصاصة الرحمة على الإتفاق النووي.
ان إيران تريد عبر هذا الانذار أن تضغط على الدول الأوربية لتشغيل اينستكس وهي القناة المالية التي توعدت الدول الأوروبية الثلاث إيران بتعويضها عن سويفت لتسهيل التبادل المالي مع إيران.
إقرأ أيضًا: ايران كورقة لابتزاز العرب
وأوضح البيان الصادر من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن إيران ستعود إلى التزاماتها السابقة بحال تطبيق وعود الأوروبيين.
وتركت مبادرة الرئيس روحاني هذه تاثير إيجابيا على الأسواق وخاصة السوق المالية وازلت مخاوف الناشطين بأن إيران ستبقى في الاتفاق النووي وهناك مهلة لدى الأوروبيين لإثبات صدقيتهم وجديتهم في الدفاع عن الاتفاق النووي.
ان أوروبا تعطي الأولوية لامنها وترى أن الإتفاق النووي ضروري لمصلحة أمنها ولكن الولايات المتحدة تعطي الأولوية لأمن الكيان الصهيوني.
فهل أوروبا مستعدة لدفع تكلفة أمنها؟