كل مُحب أشعل للرئيس نبيه بري شمعة في بيته أو قي قلبه وأقام له عُرساً في مدينته وقريته وكل كاره تمنى أن تبقى شمعته مضاءة كيّ يبقى الوطن وتبقى الدولة باستثناء من ينتظر على رصيف الوقت المستقطع جلاء الصورة الوحيدة المتبقية في عيون تنام وتصحو على أمل ليكسب سبق الوصول دون سباق الى ما وصل اليه الرئيس من أهداف جمّة بفعل تضحيات المحرومين في لبنان.
يكتشف الباحث عن الحقيقة رغم مرارتها حاجة لبنان الى نبيه بري في ظل خلل داخل البنية السياسية التي انعدمت وماتت في تربتها شخصيات مهمّة وتركت الساحة مفتوحة على أفنديات بطرابيش دون رؤوس ووفدت جماعات جائعة تغرس أنيابها بعظام نخرة بعد أن أكلت بفكيّها لحوم اللبنانيين لتضع لبنان في مهب رياح عاتيات ستعصف بما تبقى من أمل بلبنان.
إقرأ أيضًا: سورية والدول الطفرانة
ويكتشف أيضاً فراغ الساحة المعيب اذ لا تتوفر مواصفات مطلوبة لملئه ذات يوم مخيف ولاتساع الهوة أكثر ما بين رجل بمقاييس سياسة ودولة وآخرين بلا مقاييس تُذكر ولا امكانية لاستخدام أدوات الكيل والقياس علّنا نجد في الطائفة من ينوب عن من لا يُناب عنه فاعتماد الشيعية السياسية على معايير التعليب دون مكونات ودون صلاحيات دفع الى البروز أشخاصاً غير مقنعين لأحد حتى أن الجماهير المعلبة أيضاً اعترضت بشكل مباشر على أسماء هؤلاء ولكن دون جدوى طالما أن الحقل السياسي بلا قمح وما يغمر البيادرالحزبية هو الزوان.
إقرأ أيضًا: سكت حسن
يكتئب المشاهد لأزمة خانقة في الطبقة السياسية بعد بلوغها الغيّ والكيّ معاً وانحسار المسؤولية الوطنية والطائفية بولادات جديدة ممن لم يفطموا بعد وما زالوا يرضعون من أثداء الزعامات أو من ضروع الأحزاب والطوائف وهذا ما عكسته بعض ما جاءت به وأظهرته الاستحقاقات الدستورية من خلال توفّر مسؤولين غير حاضرين في أزمّة لبنان الاقتصادية والتي تهدّد مرتكزات وجوده وتضمر المزيد من الخوف على لبنان ودوان حراك يُذكر من قبلهم تاركين أماناتهم في عهدة الفرج الآتي من غيب ما.
بدت شمعة بري وحدها نجمة وطن وقنديل دولة وضروة استمرار دورها وضوئها أملاً لا يكبو فوق عتمات السلطة والطائفة مخافة الوقوع في قاع ليل لرجال هم أصغر طولاً من السلطة ومن الطائفة وقد بذرتهم أحزابهم في أرض ذي زرع لتشويه الزرع وحرق النسل باعتبارهم مواد سامة كارهة لكل أخضر ومتعلقة بكل يباس.