يوماً ما سيجترح الدبلوماسيون الإيرانيون حلولاً ناجعة لأزماتهم مع الإدارة الأمريكية (مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ هذا ما تسعى له الولايات المتحدة الأمريكية)، فقد سبق للوزير ظريف أن أنجز ما هو أصعب من الأزمات الحالية، عندما أبرم الاتفاق النووي مع إدارة الرئيس باراك أوباما، إلاّ أنّ هذه الحلول ستتطلّب اثماناً مضاعفة، ولعلّ أسهلها وأقربها منالاً التّضحية "بالاذرع" الإيرانية في المنطقة العربية (وهذا في رأس قائمة المطالب الأميركية)، وهذا يستوجب من "الأيتام" المحتملين الإسراع باتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي نهايات مأساوية باتت على الأبواب.
إقرأ أيضًا: السيد حسن نصر الله والخليفة عمر بن الخطاب
سيكون حزب الله اللبناني الذراع الأولى التي ستتم التضحية بها على الارجح، فما هي الخطوات التي اتخذتها قيادة الحزب حتى الآن في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تُعانيها إيران ومعها حزب الله، كما يعانيها لبنان ومعه البيئة الحاضنة للحزب؟ لعلّ الجواب بلا شيء يُذكر، سوى ما يُشاع عن تخفيض رواتب الجيش "النظامي" والانصار والمحازبين، والطلب من جمهور البيئة الحاضنة (المنهكة مادياً) المبادرة إلى دعم الحزب الذي طالما تفاخر بالمال الإيراني الوافر و"النظيف"، والذي كان يتخيل قادة الحزب أنّ مددهُ لن ينضب. إلاّ أنّ ما لفت النظر مؤخراً هو محاولة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الضغط المعنوي على المصارف اللبنانية لإنقاذ الوضع المالي والاقتصادي المُتردّي للدولة والتي طالما انهكتها "حروب" الحزب وانغماساته في الشؤون الداخلية السورية والتي لم تعد على لبنان سوى بالضرر الفادح.
إقرأ ايضًا: جنبلاط الأمين على روح اتفاقية سايكس - بيكو
خطوات لا تُقدّم ولا تؤخر، ولعلّ المفيد هو ما سبق وكرّره دعاة المحافظة على كيان لبنان ونظامه، والنّأي بالنفس عن المشاكل الإقليمية وفي مقدمتها مشاكل إيران مع المجتمع الدولي، والطلب من حزب الله العودة الطوعية والنهائية إلى حضن الدولة اللبنانية والتّخلّي عن "سلاحه" ووضعه في تصرّفها، والكفّ عن المحاولات البائسة بإقامة "دُويلة" تقتات من ضرع الدولة الام، والتي جفّ ضرعها اليوم ولم تعد قادرة على الوقوف على قدميها.
كان ابن عباس (رضي الله عنهما) يقول: صاحبُ المعروف لا يقع، فإن وقع وجد مُتّكأً، فلعلّ حزب الله يجد في الدولة اللبنانية التي طالما أهملها وحقّرها متّكأً صالحاً في نهاية المطاف.