لم ينجح لبنان حتى الآن في إقناع دول أوروبية بالحصول على مساعدتها في إعادة النازحين السوريين، بذريعة أن مواقف هذه الدول مستمدة من موقف الاتحاد الأوروبي الذي يشترط توفير الحل السياسي للأزمة السورية، يلي ذلك المساعدة المبرمجة لإعادة النازحين إلى ديارهم.
وأوضح سفير دولة أوروبية معتمد لدى لبنان لـ«الشرق الأوسط» أن المساعي التي بذلها المسؤولون اللبنانيون مع وزراء قبرص واليونان وإسبانيا الذين زاروا بيروت، في الأسابيع الخمسة الماضية، هي أمر جيد «لكن كان عليهم أن يدركوا أن سعيهم سيفشل، لأن الدول الثلاث ليس بوسعها أن تنفرد في موقفها عن قرار الاتحاد الأوروبي المعارض»، علماً بأن الدول الفاعلة والمؤثرة في الاتحاد هي ألمانيا التي تؤمن معظم ميزانية الاتحاد، كما أن لفرنسا دوراً لا يمكن الاستهانة به. وقال السفير إن «على المسؤولين اللبنانيين أن يتيقنوا أن قرار أية دولة أوروبية لن يشذّ عن قرار الاتحاد مجتمعاً».
ورأى أن موقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المعارض لعودة النازحين السوريين «متوقَّع لأنه يتأثر بالدرجة الأولى بالموقف الأميركي، وتالياً بموقف الدول الأوروبية المؤيدة لما تريده واشنطن». ولفت إلى أن غوتيريش أبدى تفهماً للموقف اللبناني وأيضاً أعطى تعليماته بتفقد النازحين الذين عادوا إلى مدنهم وقراهم وتبين له أنهم يعيشون في أمان، والبعض منهم بحماية الجيش الروسي الذي يسيّر دوريات لهذا الغرض.
واستغرب لجوء أحد المسؤولين اللبنانيين إلى «تخويف» نظرائه الأوروبيين الذين زاروا بيروت أخيراً من أنه إذا تقاعست الدول الأوروبية عن مساعدة لبنان لإعادة النازحين السوريين، فإن أياً من تلك الدول لن يسلم من نزوح كالذي وقع فيه لبنان.
وسأل السفير: «لماذا توقفت قوافل عودة النازحين السوريين من لبنان إلى سوريا برعاية المديرية العامة للأمم المتحدة بعد أن كانت أمَّنت إعادة 196 ألف نسمة؟»، ولاحظ أيضاً أن المبادرة الروسية الرسمية في إعادة النازحين السوريين خفت وتيرتها إذا لم نعتبر أنها توقفت عن العمل. وقال المصدر: «صحيح أنها طرحت على مجلس الأمن لكنها فشلت بسبب عدم توفر أموال لإعادتهم». وأضاف: «وحده السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبكين يؤكد أن العودة حاصلة».