مما لا شك فيه، أن التحالف الاستراتيجي بين موسكو وطهران في سوريا وصل إلى نهايته، وأن روسيا التي تريد جني مكاسب تدخلها العسكري في سوريا منفردة لم تعد بحاجة ميدانية للقوات الإيرانية للقتال إلى جانبها.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر استخباراتية إسرائيلية نقلًا عن صحيفة "الشرق ألأوسط" بأن "روسيا بدأت ممارسة ضغوط على إيران في سوريا، بينها إخراج الحرس الثوري من قواعد عسكرية، وسحب طائرات درون متطورة إلى إيران".
علمًا، أن "الحكومة السورية كانت قد أبلغت إدارة مرفأ اللاذقية القريب من قاعدة حميميم التابعة لروسيا، بتسليم المرفأ إلى الإيرانيين كي يتم استخدامه في نقل مشتقات النفط من إيران إلى سوريا".
في المقابل، أفاد موقع "ديبكا" الإستخباراتي الإسرائيلي "بظهور تحولات مفاجئة من الجانب الروسي خلال الأيام القليلة الماضية ضد الجانب الإيراني، إذ وقعت سلسلة من حالات الإخلاء السريعة المفاجئة من دون سابق إنذار، وبدأ الأمر بعرقلة الاتفاق الذي وافق عليه الرئيس الأسد وتحصل إيران بموجبه على حق إدارة ميناء بحري مطل على البحر المتوسط في مدينة اللاذقية قرب مقر قاعدة حميميم الجوية الروسية، ثم انتقل الجانب الروسي في أعقاب ذلك إلى طرد جنود الحرس الثوري الإيراني من مختلف القواعد الجوية السورية ذات الأهمية، التي كان الجانب الروسي قد وافق فيما قبل على مشاركة العمل فيها مع الجانب الإيراني".
كما أوضح أن "عملية الطرد شملت إخراج الحرس الثوري من مطار المزة العسكري الواقع جنوب غربي دمشق وقاعدة خلخلة الجوية السورية في مدينة السويداء بالزاوية الجنوبية الغربية قرب الحدود الأردنية وبيت سحم في الضواحي الجنوبية الشرقية من دمشق في مواجهة مرتفعات الجولان المحتلة، إضافة إلى قاعدة التياس الجوية العسكرية، وهي أكبر القواعد الجوية السورية، المعروفة أيضًا باسم (قاعدة تي - 4)، وهي تقع في محافظة حمص إلى الغرب من مدينة تدمر".
وتمثل طائرات درون بين أغلب الأجهزة التي "اضطر الجانب الإيراني لإعادتها من سوريا"، بحسب الموقع، وأضاف: "كان من بينها طائرات (الصاعقة) من دون طيار الأكثر تقدمًا، المزودة بالقنابل والصواريخ الدقيقة الموجهة، والمفترض أنها مشتقة بصفة جزئية من الطائرة المسيرة الأميركية طراز (US - RQ – 170) الخفية التي وقعت في أيدي الإيرانيين. وهناك أيضًا طائرة (الشهيد - 129) الحربية وحيدة المحرك، ذات قدرات الارتفاع المتوسط، وطويلة التحمل، وطائرة (المهاجر - 4)، وطائرة (المهاجر - 6)، التي جُلبت إلى سوريا خلال العام الماضي فقط، وهي مزودة بالقنبلة (قائم) الذكية إيرانية الصنع، والقنبلة (أبابيل - 3) ذات المقطع الراداري المنخفض والمستخدم في عمليات الرصد والاستطلاع والاتصالات والحرب الإلكترونية".
وتضيف "الشرق الأوسط"، أن "مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف قال في 26 نيسان الماضي إن القوات الإيرانية في سوريا انسحبت إلى داخل 75 - 80 كيلومترًا من (خط الفصل) مع إسرائيل، تمامًا كما تعهدت موسكو لواشنطن وإسرائيل، العام الماضي".
جاء ذلك في وقت برز فيه تنافس بين "الفيلق الخامس"، الذي تدعمه موسكو، و"الفرقة الرابعة" بقيادة اللواء ماهر الأسد الموالي لإيران لـ "حشد موالين في صفوف الضباط والجنود بالقوات المسلحة السورية لإعادة تشكيل وإعادة تأهيل القوات المسلحة السورية".