دخل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف الإعفاءات الأميركية من العقوبات لـ8 دولٍ من كبار مستوردي النفط الإيراني، فجر اليوم الجمعة، حيز التنفيذ : فاعتبارا من الآن تواجه هذه الدولُ الثماني (الهند والصين وتايوان وكوريا الجنوبية وتركيا واليابان واليونان وإيطاليا) عقوبات أميركية إذا استمرت في شراء النفط الإيراني.
هذا وتتجه صادرات النفط الإيراني إلى الهبوط إلى الصفر اعتبارا من فجر الجمعة.
.ومع دخول القرار حيز التنفيذ ستكون ثماني دول، بينها الصين والهند وكوريا الجنوبية وتركيا، سبق لها أن استفادت من الإعفاءات عرضة لعقوبات أميركية في حال واصلت استيراد النفط الإيراني
وتستورد الصين وحدها أكثر من 500 ألف برميل يومياً من النفط الإيراني، أما الهند فتستورد 405 آلاف برميل من النفط من إيران، وكوريا الجنوبية تستورد 285 ألف برميل.
من جهتهم، يقول محللون إنّ العقوبات الأميركية أحدثت شرخا في العلاقة بين أجنحة النظام الإيراني، فمن ناحية يؤيد الرئيس الإيراني حسن روحاني وحلفاؤه إجراء مفاوضات مشروطة، في حين رفض المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري تقديم أي تنازلات.
ويعتبر هدف واشنطن من هذا الإجراء وقف صادرات النفط الإيرانية تماماً أو تصفيرها وحرمان طهران من مصدر دخلها الرئيسي.
تأثير العقوبات
وتسببت الضغوط الأميركية على إيران بتراجع صادراتها النفطية بنحو 53%، منذ ذروتها في أيار الماضي إلى 1.3 مليون يومياً، علماً أن طهران تصدر النفط إلى البلدان التي كانت واشنطن قد أعفتها فقط.
وتوقع صندوق النقد الدولي أن تتسبب العقوبات الأميركية على طهران بانكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة 1.5 في المئة هذا العام و 3.6 في المئة العام المقبل.
وتواجه إيران انكماشا منذ 2018، وأفاد صندوق النقد الدولي بأن إجمالي الناتج المحلي للبلاد تراجع بنسبة 3.9 في المئة العام الفائت، متوقعا تراجعه بنسبة 6 في المئة هذا العام.
ويعاني الاقتصاد الإيراني أصلا من مشاكل كبيرة من بينها الفساد المستشري وضعف الاستثمارات وقطاع مصرفي مثقل بـ"الأصول السامة (أصول منخفضة القيمة ليس لها سوق للتداول سواء بالبيع أم الشراء)".
وأدى فرض العقوبات إلى أزمة نقدية مع فقدان الريال الإيراني أكثر من ثلثي قيمته ما تسبب بارتفاع الأسعار، وبلغ المعدل الرسمي للتضخم 51.4 في المئة على مدى عام.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال في وقت سابق تعليقا على مبيعات النفط الإيراني "سنصل إلى الصفر. سنصل إلى الصفر مع الجميع".
وأكد بومبيو أن البيت الأبيض يهدف إلى حرمان إيران من إيرادات نفطية حيوية تبلغ قيمتها 50 مليار دولار سنويا.
وبلغت الصادرات الإيرانية 2.5 مليون برميل يوميا على الأقل في نيسان 2018، وهو الشهر الذي سبق انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران.
صفوف أمام محطات الوقود
اصطف الإيرانيون منذ صباح الخميس، في طوابير طويلة أمام محطات الوقود بعد أنباء عن ارتفاع سعر البنزين وتقنينه.
وكانت تقارير إعلامية أفادت بأن إيران ستقوم بتقنين البنزين في 2 أيار مع بدء تطبيق قرار تصفير صادرات النفط الإيراني عقب إلغاء الإعفاءات الأميركية عن مستوردي نفط إيران.
وذكرت مواقع إيرانية أن طوابير طويلة تشكلت خارج محطات الوقود في مختلف المحافظات، بينما يقول مسؤولون إن تاريخ تقنين البنزين لم يحدد بعد.
وذكرت وكالة "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري الإيراني أن البنزين المدعوم حكومياً وقدره 20 سنتاً للغالون الواحد، سيتم تقنينه بـ 16 غالون شهرياً لكل سائق مركبة، وفقاً لقرار المجلس الاقتصادي.
وبعد انتشار هذه الأخبار، تشكلت طوابير طويلة في الشوارع، كما حاول السائقون ملء خزانات سياراتهم وغالوناتهم بالبنزين قبل تفعيل نظام الحصص.
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية أنه يجب على الناس متابعة الأخبار الرسمية فقط ولم يتم اتخاذ قرار بشأن التوقيت النهائي للتقنين.