أكدت المفتشية العامة التربوية، في بيان، أنه "نسب البعض إلى المفتشية العامة التربوية موافقتها على تركيب كاميرات مراقبة في مراكز الامتحانات الرسمية.
في هذا السياق، يهم المفتشية العامة التربوية أن توضح أنه لم يتم حتى تاريخه، إبلاغها وفقا للأصول، بالتعميم رقم 21/م/2019 المتعلق بتركيب كاميرات مراقبة في مراكز الامتحانات المعتمدة للعام 2019، ولم يطلب اليها إبداء الرأي رسميا في هذا التدبير، بل اقتصر الأمر على طرح الفكرة، بصورة عرضية، دون مناقشتها وإبداء الرأي في شأنها، خلال الاجتماع التحضيري للامتحانات الرسمية، الذي عقد بتاريخ 19/3/2019، في المفتشية العامة التربوية".
وأوضحت أنها "أبلغت وزارة التربية رأيها، استنادا إلى المادة الثانية-البند3-من المرسوم الإشتراعي رقم 115/59 ، والذي خلصت بنتيجته إلى ضرورة التريث في تنفيذ هذا المشروع لمزيد من الدراسة، وذلك ضمانا لحسن تنفيذه وتقدير أثره على سير الامتحانات، ولإجرائه وفقا للأصول القانونية، وذلك نتيجة ملاحظات إدارية وتربوية وقانونية يمكن تلخيصها بأن اعتماد كاميرات المراقبة في الامتحانات الرسمية، تدبير لجأت اليه بعض الدول، ولكن ضمن منظومة متكاملة، تم التحضير لها بتأن، لتحقيق أفضل النتائج، في حين ان هذا التدبير، في وضعه الحالي، لم يحظ بالدراسة الكافية التي تجعله يتصدر قائمة اولويات مستلزمات إنجاح الامتحانات الرسمية".
ورأت أن "الثقة يجب أن تكون في العنصر البشري القيم على الامتحان أولا. ومن هنا ضرورة التشدد في وضع المعايير التي يتم على أساسها اختيارهم، وتدريبهم ومساءلتهم واتخاذ التدابير الرادعة بحق المخالفين منهم، وإعطاء هذا الموضوع الأولوية على إجراء تركيب الكاميرات"، مشيرة إلى أن "الحرص على تأمين الجو الملائم للمرشحين والحفاظ على حقوققهم ومعرفة واجباتهم"، لا يتحقق من خلال هذا التدبير فحسب، بل إن هناك تدابير أخرى، سبق ان اشارت اليها المفتشية العامة التربوية ضمن تقاريرها المتعلقة بالامتحانات خلال السنوات الماضية، كالمقاعد الملائمة، واجهزة التبريد والستائر والمواقع الهادئة لمراكز الامتحانات وغيرها، تؤمن الراحة والهدوء وينبغي إعطاؤها الأولوية على تركيب الكاميرات".
ولفتت المفتشية إلى أنه "تضمن التعميم طلب إجراء استدراج عروض لتركيب الكاميرات مع لوازمها "وفق الأصول"، فيما الأصول القانونية والقاعدة العامة تقتضي ان يتم هذا الاجراء بموجب مناقصة عمومية تجريها ادارة المناقصات وتخصع للرقابة المسبقة لديوان المحاسبة"، معتبرة أن "تأمين كاميرات لزوم الامتحانات الرسمية يعتبر من صلب مهام وزارة التربية والتعليم العالي، وبالتالي فإن عليها تأمين مصدر تمويله، إما من الاعتمادات المرصدة للامتحانات الرسمية وإما من الأموال المقدمة من الجهات المانحة، لا سيما ان هذه الجهات قد خصصت أموالا لتأمين تجهيزات للمدارس الرسمية، وان رصيد صناديق بعض المدارس لا يكاد يغطي مصاريفها اليومية، نظرا الى عدم تحويل مستحقاتها عن العام الدراسي الجاري. اضافة الى ان ترك هذا الأمر الى المناطق التربوية يعتبر تجزئة للنفقة من جهة، وتجاوزا للحدود القانونية لرئيس المنطقة التربوية في عقد النفقات من جهة أخرى، مما يخالف القوانين والأنظمة النافذة".
ورأت أن السير بتنفيذ هذا المشروع بهذه السرعة، ووفقا للآلية المطروحة، يدفع الى طرح التساؤلات التالية: هل تمت دراسة المواصفات الفنية للكاميرات من متخصصين لكي تتناسب مع الهدف من تركيبها؟ ما مدى توافر الصيانة المستمرة لهذه الكاميرات؟ وما هي الاجراءات المتخذة في حال حصول اي عطل فيها او انقطاع للتيار الكهربائي؟ هل يمكن تنفيذ المشروع خلال الفترة الزمنية التي تفصلنا عن الامتحانات الرسمية؟ هل ستتم تجربة هذه الكاميرات قبل موعد الامتحانات للتأكد من فاعليتها؟ هل سيبقى عدد المراقبين في المراكز بعد تركيب الكاميرات كما قبله؟ من سيراقب المعطيات التي ستؤمنها هذه الكاميرات؟ ما هي سرعة الانترنت التي تضمن تواصل النقل المباشر؟ ما هي ضمانات تأمين التغذية المتواصلة بالتيار الكهربائي؟ من هو الطاقم البشري الذي سيؤمن متابعة ما تبثه هذه الكاميرات؟ وهل سيكون بدوره مراقبا؟ وكيف؟ هل سيكون إمكان الولوج الى ما تبثه متاحا للمفتشية العامة التربوية؟ هل ستؤمن الكاميرات نقل الصوت والصورة معا؟ وفي حال النفي، هل يمكن الاعتماد على الصورة فقط لإثبات المخالفة؟ هل يمكن للكاميرات أن تضع حدا لعمليات الغش المتطورة التي لا تلاحظها الكاميرات كالغش بواسطة ساعة ذكية مثلا؟".