وقالت ساندرز: "لقد تشاور الرئيس مع فريق الأمن القومي وقادة المنطقة الذين يشاركونه قلقه، وهذا التعيين يسير في طريقه من خلال العملية الداخلية".
وتعليقاً على التصريحات الأميركية، عبّرت إيران عن رفضها لسعي واشنطن تصنيف "الإخوان" كـ"منظّمة إرهابية"، وذلك على لسان وزير خارجيّتها محمّد جواد ظريف الذي قال للصحافيين على هامش فعاليات منتدى التعاون الآسيوي في العاصمة القطرية الدوحة إنّ "الولايات المتحدة ليست في وضع يمكّنها من تسمية الآخرين منظمات إرهابية"، مؤكّداً "أنّنا نرفض أيّ محاولة من جانب الولايات المتحدة في هذا الصدد".
الموقف الإيراني الرافض للقرار الأميركي "المرتقب" طرح علامات استفهام حول العلاقة بين جماعة "الإخوان" ونظام الجمهورية الإسلامية في إيران إن من الناحية السياسية أو العقائدية أو التاريخية.
وفي هذا الصّدد، كشفت قناة "العربية" في تقرير أنّ جماعة "الإخوان" ترتبط بـ"الإسلاميين" في إيران منذ خمسينيات القرن الماضي، وذلك من خلال اجتماع بين سيد قطب القيادي في "الجماعة" ونواب صفوي، مؤسّس منظّمة " فدائيي الإسلام" الثورية الإسلامية، المقرّب من مؤسس الجمهورية الإسلامية، آية الله الخميني.
ويحتفظ الموقع الرسمي لجماعة "الإخوان المسلمين" بصورة جمعت زعيمي الجماعتين اللتين توحدّتا في الأهداف السياسية رغم اختلافهما في ثنائية "الخلافة والإمامة"، لكن جمعتهما أيديولوجية "الإسلام السياسي" حيث كان نواب صفوي واسمه الحقيقي مجتبى ميرلوحي (1924-1955)، رجل دين في الحوزة الشيعية في قم، ولعب دوراً كبيراً في ربط المذهب الشيعي بالمذاهب الإسلامية الأخرى من خلال "جمعية أنصار الإسلام" التي كانت تروّج لمناهضة الغرب، وتتهم الشاه بالتبعية للاستعمار، وتدعو لإنشاء جبهة إسلامية واحدة.
وينقل التّقرير عن الباحث الإيراني مهدي خلجي، قوله في مقال بموقع "معهد واشنطن" إنّ "سيد قطب وجّه دعوة لنواب صفوي في عام 1954، فسافر نواب صفوي إلى الأردن ومصر للقاء قادة جماعة "الإخوان"، حيث تأثّر هناك بالقضية الفلسطينية، وهي المرة الأولى التي يهتمّ فيها رجال الدين الإيرانيون بقضية فلسطين حيث كانت هذه العلاقة تقتصر على المثقفين والنشطاء العلمانيين اليساريين في المجتمع الإيراني".
كما قام صفوي، بحسب "العربية"، ومن خلال منظمته "فدائيو الإسلام" بتصفيات واغتيالات لسياسيين وشخصيات إيرانية، من بينها عملية اغتيال فاشلة لرئيس الوزراء حسين علاء، عام 1955، حُكم على إثرها بالإعدام حيث نُفّذ الحكم به في عام 1956 حيث لم يقبل الشاه وساطة كلّ من الخميني وجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر.
ويقول المرشد الإيراني الحالي، علي خامنئي، في سيرته الذاتية القصيرة إنّه أصبح مهتماً بالأنشطة السياسية بعد لقائه بنواب صفوي في مدينة مشهد بإيران.
ويشير التقرير إلى أنّ خامنئي قام بترجمة كتب لـ"سيد قطب"، وهي المجلدان الأول والثاني لتفسير "في ظلال القرآن" و"المستقبل لهذا الدين" و"الإسلام ومشكلات الحضارة" من العربية إلى الفارسية، كما كانت جماعة "الإخوان" في مصر من أول المرحبين بالثورة الإيرانية عام 1979 ومن أشدّ الداعمين لتشكيل نظام الجمهورية الإسلامية على يد الخميني.
وذكر القيادي في "الجماعة" يوسف ندى، في مقابلة تلفزيونية، أنّ "الإخوان" شكلوا وفداً لزيارة الخميني عندما كان في المنفى في باريس لدعمه، وأنّ ثالث طائرة تهبط لإيران بعد طائرة الخميني بعد الثورة هي طائرة وفد "الإخوان" الذي قدم لإيران لتهنئة الخميني.
ويقول الباحث الإيراني مهدي خلجي من معهد واشنطن، إنّ "الثورة الإيرانية منحت الثقة للإخوان المسلمين بأنّهم أيضاً قادرون على قلب نظام الحكم العلماني في بلدهم كما فعل الإيرانيون ضدّ الشاه، لكن بعد قيام أحد الإسلاميين باغتيال الرئيس المصري أنور السادات في عام 1981، اضطرت جماعة "الإخوان" إلى اتخاذ موقف حذر من الجمهورية الإسلامية، على الأقل في العلن".
ووفقاً لخلجي، فقد قال "عمر التلمساني"، المرشد العام لجماعة "الإخوان" في ذلك الوقت، في كانون الثاني من عام 1982، في تصريحات لصحيفة "المصور" المصرية الأسبوعية "إنّنا دعمناه (الخميني) سياسياً، لأنّ شعباً مظلوماً قد تمكن من التخلص من حاكم ظالم واستعاد حريته، لكن من وجهة النظر الفقهية، فإن السنة شيء والشيعة شيء آخر".
ومع ذلك استمرت جماعة "الإخوان المسلمين" في انتقاد الخلافات الطائفية بين المسلمين، بحجة أنّ الوحدة ضرورية من أجل "الجهاد" ضدّ الحكام الفاسدين والغرب.
كذلك، بعد فوز محمد مرسي برئاسة جمهورية مصر، كانت إيران أول المهنئين له، وكثرت الخطب في صلاة الجمعة في إيران، بالثناء على مُرسي والدعوة للتقارب مع مصر.
وزار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد القاهرة وفي شباط 2012 وهي الزيارة الأولى لرئيس إيراني لمصر منذ اندلاع الثورة الإيرانية.
والتقى في تموز 2017، آية الله محسن أراكي مستشار المرشد الإيراني، بنائب رئيس حركة "الاخوان المسلمين" في مصر إبراهيم منير والعضو البارز فيها جمال بدوي، وأكّد على تنمية التعاون العلمي بين الحوزات الدينية الشيعية والسنية، بحسب وكالة "فارس".