اشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى اننا "قلنا أن لا وزارات حقيرة وأتى وزير العمل كميل أبو سليمان ليؤكد هذا الأمر، فبعدما كانت وزارة العمل هامشية ها هو يؤكد ان الانسان من يصنع الوزارة وليس العكس"، معتبرا ان "كل الناس تشهد لوزراء ونواب القوات لحسن ادارتهم ونظافة كفهم، وكان بإمكاننا ان ننادي مع المنادين ونطالب بدخول السارقين السجون وأن ندعي للثورة، ولكن هل نتناسى ان النار في البيت الآن ونعمل ان نظهر كأبطال، ولكن هذه ليس ثقافتنا ولا طريقتنا".
وإعتبر جعجع أن "الوقت الآن هو لإطفاء النار والمحاسبة تتم في صناديق الاقتراع"، مشيرا الى ان "الأنظمة التي اعتمدت الاقتصاد الموجه كانت اكثر من ظلمت الطبقة العمالية وهدمت حقوقها وكانت حرية العمال هي الأنقص فيها"، متسائلا: "كم من الشعارات تطلق بإسمكم أيها العمال يوميا وانتم منها براء".
وفي إحتفال بمناسبة عيد العمال في معراب، قال جعجع: "يا عمّال العالم، اتحدّوا، ولكن ليس لإثارة الانقسامات والصراعات الطبقية، وإنما لما فيه خير المجتمع واقتصاده ونموه وازدهاره، وخير العمال وارباب العمل والمواطنين جميعاً".
وأشار إلى أنه "ليس بالعمل وحده يحيا الانسان، بل بالحرية والمبادرة الفردية والأخلاقيات العالية والمجتمع المزدهر المتقدم المتطور، فمن دونها يفقد العمل الكثير من القيمة والقدسية ويُصبح مجرد وسيلة لغاية بحت مادية، ومن دونها يفقد الانسان الكثير من مكانته".
ولفت إلى أن "البعض نصّب نفسه بنفسه ناطقاً باسم العمال والحركات العمّالية منذ زمنٍ بعيد، وحاول احتكار العمل والعمّال وكأنهم حق حصري له، ولكن من دون ان يقدّم للعمال سوى الاخفاقات تلو الاخفاقات تلو الاخفاقات".
وأوضح أن "الأنظمة التي قامت على الاقتصاد الموجه تحت شعارات العدالة الاجتماعية والثورة على الطبقية والقضاء على البورجوازية، ما لبثت أن وضعت قضايا العمل والعمال جانبا وانقلبت انظمة بوليسية قمعية، فكانت النتيجة نكبة للحرية وللإقتصاد وللعمل والعمال وللمجتمع، تلاه لاحقا انهيار اقتصادي كبير".
واعتبر أن "الأنظمة التي اعتمدت الاقتصاد الموجّه واقامت سلطتها وبنيانها ووجودها على الشعارات المطلبية للعمال بالأساس، كانت أكثر من ظلم الطبقة العمّالية وهضم حقوقها فكانت اجور العمال فيها هي الأدنى، وحقوقهم هي الأقل، وحضورهم هو الأكثر صورية، وحريتهم هي الأنقص".
وشدد على أن "القوات اللبنانية هي من اكثر الأحزاب عُماليةً في لبنان، ولأنها كذلك فهي تطالب بالخطوات الاصلاحية الفعالة، وتقدم الدراسات الواحدة تلو الأخرى من اجل تقويم الوضع في الدولة وتفعيل الدورة الاقتصادية وتحسين واقع العمال والموظفين وذوي الدخل المتوسط والمحدود، وهي اكثر حزب يتماهى مع قضايا العمال والشعب، ولو من دون ضجيج او غوغاء، لأنها ابنة هذا الشعب ومرآةٌ له، ولأنها في فترة انهيار مؤسسات الدولة حملت همّ العمال والكادحين كما المواطنين جميعاً في قلبها وضميرها".
ورأى أن "من يستغّل ألم العامل الشريف ومعاناته وعرق جبينه من اجل تحقيق اهدافٍ شخصية ضيقة وغير شريفة أو أهداف ومرام أيديولوجية أو سياسية لا علاقة لها لا بمجتمعنا ولا بعمّالنا"، قائلاً: "هو يحاول مصادرة قرار العمال ولا يبالي بمصالحهم الفعلية والموضوعية والحقيقية، ولا يهمّه سوى إشعال سيجارته، حتى ولو تسبب ذلك في حريق الإقتصاد، وانهيار الوطن، وإعاقة الدورة الاقتصادية، وتشريد العمال من اعمالهم".
وأكد أن "الأزمة الإقتصادية الحادة التي يمر بها لبنان، ليست ازمة عمّالٍ فحسب، بل ازمة الجميع عمالاً وارباب عمل وجامعيين ومزارعين واصحاب مهنٍ حرة ومجتمعاً بأكمله، لا بل ازمة دولة بكاملها".
وشدد على أن "العمال هم حلقة من الدورة الاقتصادية متّصلة بحلقاتٍ ثانية، واذا لم تكن كل حلقةٍ من هذه الحلقات على ما يرام كانت الحلقات كلّها على غير ما يرام".
وأشار إلى أن "الاعتدال في طلب المكاسب او الامتيازات من اجل المحافظة على الحقوق الأساسية واستمراريتها، هو ربحٌ وليس خسارة، لأن البديل المطروح قد يكون خسارة الامتيازات والحقوق على حدٍ سواء، وذهاب العامل الى بيته والوطن الى المجهول".
ورأى أن "المطلوب لا ان يُفكّر العمال بمصالحهم الآنية فحسب، بمعزلٍ عن الوضع الاقتصادي الأوسع وتداعيات ذلك عليهم لاحقاً، بل ان يفكّر الجميع بمصالح الجميع حتى يسير الاقتصاد اللبناني ككل ويتقدّم بشكلٍ ثابت ومتوازن تحقيقاً لمصالح الجميع وفي طليعتهم العمّال".
وأوضح أن "ما يضمن مستقبل العمال هو دورة اقتصادية متكاملة، وادارة في الدولة خالية من الهدر والفساد، ونظام اقتصادي ناجح ومتطور ومرن، يوائم بين حرية المبادرة الفردية وحاجات اقتصاد السوق، وبين العدالة الاجتماعية والنظام الضريبي المتطور من جهة ثانية"، مؤكداً أن "المزايدات ورفع السقوف والمجادلة في جنس الملائكة لا يفيد لا العمّال ولا أرباب العمل ولا الاقتصاد ولا الملائكة".
وأضاف: "اعرف بأن الشعب غير مسؤول عن وصول الأوضاع الاقتصادية الى ما وصلت اليه ومشمئز من تحمّل تبعات موازنة تقشفية فرضها عليه سلوك اقلية فاسدة مستهترة غير جديرة بتحمّل مسؤولية شعب ووطن، لكن هذه الأقلية زائلة، والشدّة ستزول، وشعب لبنان باق، امّا كيف تزول هذه الأقلية الفاسدة، فالطريق سهل جداً وعنوانه صناديق الاقتراع، وهذا ما لفتنا نظر اللبنانيين اليه قبل الانتخابات الأخيرة، ولكن بعض الناس للأسف كانوا في ايام الحصايد يغنون قصائد، واليوم لا يجدون سوى اصابعهم واصابعنا يأكلونها ندم".