مع كل مطلع شهر أيار وفي كل عام، يعيش الشعب اللبناني كذبة "عيد العمال" الذين اغلبهم يعانون من قلة فرص العمل، ومن اوضاع اقتصادية معيشية صعبة، ليتفاجئوا مؤخراً بسلسلة اجراءات اقتصادية تقشفية صعبة، تطال رواتب موظفي القطاع العام، في الوقت الذي يعاني فيه الكثير من الطبقة الوسطى والفقيرة من البطالة.
واللافت وبمناسبة "عيد العمال"، ارتفعت نسبة البطالة في لبنان إلى 36% وفق دراسة اجرتها مؤخراً جمعية "مبادرات وقرارات" لمعرفة أسباب توجه الشباب نحو الإرهاب والمخدرات وآفات المجتمع، ذاكرةً ان "660 ألف شخص عاطلون عن العمل، يضاف إلى هذا العدد 800 ألف سيدة ربة منزل من حاملي الشهادات من دون عمل".
وفي الواقع الحالي، تعاني نسبة كبيرة من اللبنانيين، والشباب تحديداً من قلة فرص العمل، او من عمل صعب وشاق لا يتناسب مع طموحاتهم، فيسعى الشاب اللبناني الى البحث عن اي عمل كان ومهما كانت شروطه، بعيداً عن اختصاصه الجامعي، سعياً وراء لقمة عيش صعبة في بلد لم يُبقِ في جيوب شعبه ليرةً واحدة!
إقرأ أيضاً: من نيوزيلاندا إلى سريلانكا من التالي؟
فعيد العمال في لبنان، ما عاد عيداً بل ذكرى تُذكّر العامل اللبناني بوضعه الإقتصادي الصعب، إلى أن فضّل الكثير من العمال مزاولة اعمالهم تحديداً في هذا اليوم، كي لا يضيع اجر عمل اليوم في سبيل العطلة الكاذبة، التي فرضتها الدولة كإحتفال، في الوقت الذي تحرم فيه العامل من ابسط حقوقه المعيشية، ولسان حالهم يقول "بأي حال عدت يا عيد...".
أما الكترونياً، وكعادتهم وجد اللبنانيين في منصات مواقع التواصل الإجتماعي، فسحة للتعبير ولو بشكلٍ ساخر وطريف عن معاناتهم في مثل هذا اليوم، وعبر هاشتاغ #عيد_العمال غرّدت ناشطة قائلة: "بعيد العمال كل عام وجميع الموظفين والعاملين بالهيئة اللبنانية للطاقة الذرية، ومديرية سكة الحديد في لبنان وهم بخير، و للنواب والوزراء يلي مفروض يكونوا "عاملين" لخدمة الوطن والمواطن، الله لا يعيد هيدا العيد عليكم".
وغيرها قال ساخراً: "مش محرزة هول ال١٠ أو ال١٥ شخص اللي بيشتغلوا بي لبنان نعملهم عيد!".
وغرّد آخر قائلاً: " في ناس بتجمع بين عدة معاشات وتعويضات من الدولة ومش راضية وفي عمال تعبوا كل حياتن وما عندن لا تقاعد ولا ضمان شيخوخة ولا ضمان صحي . دولة مبنية على قلة العدل وتقاسم السرقة لازم تزول من الوجود، عيد العمال للأوادم بس...".