يستعدُّ الشارع اللّبنانيّ للعودة بقوّة بتحرّكات تُعتبرُ بمثابة جرس إنذار للدولة اللّبنانيّة، من قِبَل العسكريّين المُتقاعدين بعد عطلة عيد الفصح، حيثُ ستشلُّ مُعظم الطرقات. وستقود هذه التحرّكات، مجموعات عدّة تضمُّ بعض المُتقاعدين والمُحاربين القدامى.
وتتمركزُ المجموعة الأولى، التي تضمُّ العميد المتقاعد جورج نادر أمام وزارة المال، في رياض الصلح. أمّا المجموعة الثانية، والتي تجمعُ المُحاربين القدامى سوف تكون متواجدة أمام مصرف لبنان، بالنسبة للمجموعة الثالثة والتي تضمُّ القادمين من مناطق كسروان وجبيل، سوف يعتصمون بالقرب من مطعم الـ "ماكدونالد في منطقة جونية. والمجموعة الرابعة ستتمركز في البقاع، أمّا الخامسة الآتية من الجنوب سوف يتمُّ في الساعات المُقبلة الإتفاق على المناطق التي ستتواجد فيها.
هذه التحرّكات وضعها العميد المُتقاعد في الجيش اللّبنانيّ، النائب وهبي قاطيشا، ضمن إطار "التنبيه والإنذار" في وجه السلطة السياسيّة.
وفي حديثٍ خاصّ مع موقع "لبنان الجديد"، تأسّف قاطيشا، للأمور التي وصلت بالعسكريّين المُتقاعدين إلى التظاهر،قائلًا:" هذه المظاهر هي غريبة عن ثقافتنا كـَ لبنانيّين وكـَ عسكريّين، وأنا أتأسّف جدًّا أنّ الأمور وصلت إلى هذا الحدّ".
وتابع:"تصرّفات دولتنا هي التي دفعت بالعسكريّين وغير العسكريّين إلى إتخاذ هكذا مواقف، فلو الدولة وضعت يدها على مقدّراتها الماليّة منذ 4 سنوات، لما وصلت الأمور بهؤلاء العسكريّين إلى النزول إلى الشارع".
وأوضح قطيشا:"هذه الدولة عاشت على الشحادة من الخارج حتى وصلت بها إلى أن تشحد من المواطن اللّبناني، وأنا أتفهّم التحرّكات التي يقوم بها العسكريّين لأن هناك من دفعهم إليها، فأنا سبق وأن إجتمعت بالمُمثلين عن هؤلاء العسكريّين خصوصًا وأنني كنتُ في السلك سابقًا وحاليًّا أنا نائب وطالبت خلال الإجتماع بأن تكون تحرّكاتهم سلميّة وألّا تكون فوضويّة وعشوائيّة إذا رأوا أنّ الأمور لا تُحلّ إلّا في النزول إلى الشارع".
إقرأ أيضًا:" ماذا يقول حاصباني لـِ لبنان الجديد عن الموازنة؟ "
وقال:"الدولة لا يجب أن تمسّ برواتب الفقراء عليها أن تُباشر بنفسها، فهؤلاء العسكريّين يرون جيّدًا التجاوزات التي تتمّ في الدوائر الرسميّة كـَ الجمارك، والمرافئ، وعلى الحدود".
وتسأل قطيشا:"كلّ هذه التجاوزات لم تروها إلّا اليوم؟؟ أين كانت الدولة في كلّ هذه الفترة؟؟ لذلك أعتبر أنّ الدولة لا تتصرّف كدولة بكلّ ما للكلمة من معنى، لذلك نى العسكريّين والضباط وصلوا إلى هذه الدرجة من اليأس والإحباط".
وأكّد قطيشا:" سبق وأن طالبت الدولة اللّبنانيّة بأن تضع يدها على مُقدّراتها الماليّة وإلّا الطوفان بات قريبًا جدًّا".
عن موضوع الإستراتجيّة الدفاعيّة، قال:"نحن إستمعنا إلى كلام رئيس الجمهوريّة في الحكومة الأولى أنّه فور تشكيل الحكومة سوف يتمّ التباحث في موضوع الإستراتجيّة الدفاعيّة، غير أنّنا تفاجأنا بتصريح وزير الدفاع اللّبناني الذي أدلاه في الجنوب اللّبنانيّ، أنّ الإستراتجيّة الدفاعيّة لا تتمّ إلّا عندما يصبح الجيش اللّبنانيّ قادر على الدفاع عن لبنان وقادر على تأمين الحماية الفعليّة".
واعتبر قاطيشا:" كأنّ الوزير يُشكّكُ بقدرة الجيش اللّبنانيّ، ومن جانب آخر هو يُعارض موقف رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة وهذا الأمر هو مُخجل حقًّا، لاسيّما وأنّ معنويات العسكريّين هي مُتعلّقة بوزير الدفاع، ونحنُ حقيقةً صُدمنا من هكذا تصريح".