رأى رئيس تيار "الكرامة" النائب فيصل كرامي ان "لبنان يمر بمفترق مصيري ولاول مرة فان هذا المفترق هو صناعة داخلية بحتة"، لافتا إلى "ان السرقات والصفقات والمحاصصات ليست مسألة اخلاقية، انها قضية مصيرية ولا يجب ان يكون هناك اي غطاء فوق رأس احد".
وخلال رعايته حفل توقيع كتاب عضو تيار "الكرامة" الشاعر ياسر البدوي، بعنوان "نتفة العمر وكتار أحلامك"، في قاعة الحاجة فاطمة في جبل البداوي طرابلس، لفت كرامي إلى أن "الانتاج الثقافي هو فعل حياة في ظل هذا الموت الكبير الذي يخيم على عالمنا وخصوصا في وطننا العربي. ان الثقافة والعمل الابداعي هما دفاع عن الذات الانسانية وعن القيم وبالتالي هما بشكل من الاشكال نوع من انواع المقاومة والتمسك بالامل بان الغد افضل، وبأننا محكومون دائما بالامل واني هنا انوه بالنتاج الشعري للعزيز ياسر البدوي الذي نفخر بأن يكون ابن تيار الكرامة الذي يشكل اضافة نوعية الى القطاع الثقافي في التيار وهنا لا بد ان ابدأ بالتحية والمودة لكل اهلي في البداوي، والحمد لله ان كل محاولات فصل البداوي عن طرابلس باءت بالفشل، ونجحنا في تحقيق امنية الرئيس عمر كرامي بأن تكون طرابلس والبداوي دائرة واحدة ومجتمعا واحدا، فنحن بيننا صلات رحم وعلاقات متنوعة في كل المجالات، وهمومنا واحدة وافراحنا واحدة واتراحنا واحدة ومشاكلنا واحدة، فالبداوي جزء من طرابلس وطرابلس حاضنة لكل ابنائها".
وأشار إلى "انني لا اضيف جديدا اذا قلت ان لبنان يمر في مفترق مصيري ولاول مرة فان هذا المفترق هو صناعة داخلية بحتة، فنحن اليوم امام استحقاق وجودي يتعلق بمصير لبنان الكيان والوطن والدولة، ونمتلك لمواجهة هذا الاستحقاق كل ما يلزم لاتخاذ قراراتنا الحكيمة والشجاعة والجريئة بدون وصايات وبدون تدخلات اقليمية ودولية، واني اقصد هنا مواجهة الانهيار الاقتصادي الوشيك حيث على كل اللبنانيين وفي طليعتهم الحكومة اللبنانية ابتداع خطة طوارئ تنقذنا من الهاوية دون ان تمس بالبنية الاجتماعية السوية ودون ان تهدد الاستقرار الاجتماعي".
اضاف: "ان مكافحة الفساد والهدر والسرقات والصفقات والمحاصصات ليست اليوم مسألة اخلاقية، انها قضية مصيرية ولا يجب ان يكون هناك اي غطاء فوق رأس اي احد، ويجب ان نبعد هذه الملفات عن شبهات التسييس والمذهبية ونحن بانتظار ان تقدم الحكومة بكل مكوناتها للسير بهذا الاتجاه انقاذا للبلاد والعباد"، مشيراً إلى أنه "على المستوى السياسي، فلا يخفى على احد ان الانقسامات السياسية سواء الداخلية او المتعلقة بالملفات الخارجية هي انقسامات حادة بين اللبنانيين، ولكن يبقى لبنان واستقراره اولويتان تفوقان كل الانقسامات، ان التسويات الحاصلة اليوم لضمان الحد الادنى من الاستقرار يجب ان تتطور الى توافقات داخلية تضع مصلحة لبنان فوق كل مصلحة اخرى، فهذه هي التضحيات التي يعول عليها وليست تلك التضحيات التي يتم الترويج لها حول خسارة نائب او خسارة مناقصة ما او غير ذلك مما يتم تداوله. ان التضحيات الحقيقية من اجل لبنان تكون بان نؤجل كل انقساماتنا ونخلص في تضيحاتنا من اجل هذا الوطن وبقائه. ويهمني ان اقول ان الارقام لا تنقذ اوطانا، بمعنى ان الاجراءات لتأمين موارد مالية من شأنها ان تنقذ الادارة والطبقة الحاكمة وربما تكون تداعياتها خطيرة على مستوى الوطن، من هنا، فان انقاذ الوطن يترسخ ويكون جديا عبر انقاذ المجتمع واعادة الثقة الى اللبنانيين بان دولتهم لا تريد نهبهم ولا تريد الاتجار بلقمة عيشهم وبالتالي، فان تحميل المواطن اللبناني اي عبء ضريبي هو اتجاه خاطئ سوف يقود حتما الى انهيار اجتماعي ضخم وحينها لن تنفعنا لا ارقام حاكم مصرف لبنان ولا ارقام الموازنة ولا ارقام سيدر الموعودة".