في 26 نيسان من العام 2005، إنسحب الجيش السوري من لبنان بعدما أحكم سيطرته طوال ثلاثين عامًا أي بعد دخوله إلى لبنان في كانون الثاني 1976، تحت غطاء الجامعة العربية لوضع حد للنزاع العسكري وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل إندلاع الحرب اللبنانية في 13 نيسان 1975.
وبعد ست سنوات، أي في 28 نيسان 2011، سجلت أول حالة نزوح إلى لبنان، بعدما إندلعت الأزمة السورية بتاريخ 15/3/2011.
إقرأ أيضًا: فضيحة جديدة برسم اللبنانيين!
بالتأكيد أن هذين التاريخين لن ينساهما الشعب اللبناني، فالأول أنهى حقبة من وجود الجيش السوري في لبنان، والثاني بدأت معه حقبة جديدة وضعت البلاد تحت ضغط أمني، إقتصادي، وإجتماعي.
فعليًا، مرّت ذكرى 26 نيسان، طوال هذه السنوات الأولى، وكأنّ سوريا لا تزال في لبنان، وذلك بعد أن وصل عدد النازحين السوريين إلى حوالي المليوني نازح، وهذا الرقم هو أكثر بـ 25 ضعف من عدد جنود الجيش السوري في لبنان الذي ضم حوالي لـ 40 ألف جندي.
في غضون ذلك، رتب هذا الدفق البشري من النازحين السوريين إلى لبنان الكثير من الخسائر، فمن الناحية الإقتصادية قدّر كلفة النزوح بحوالي 20 مليار دولار منذ بدء الحرب، وتسبب بإرتفاع معدلات البطالة، أما ديموغرافيًا فقد أدى إلى ارتفاع معدل الإكتظاظ السكاني، كما شكل ضغطًا كبيرًا على المستشفيات وزيادة الطلب على الخدمات الصحية، إضافة إلى الإرتفاع في إستهلاك الأدوية، ترافق مع عامل تفشّي الأمراض، إضافةً إلى تدخّل النازحين في الشؤون الداخلية اللبنانية، فضلًا عن إرتفاع معدل الجرائم، وغيرها الكثير من المشاكل الإجتماعية والإقتصادية.
إقرأ أيضًا: مليار دولار لكاتدرائية نوتردام والجوع ينهش جسد 113 مليون شخص!!
وفي هذا السياق، أكد وزير المهجرين غسان عطالله في تصريح له عبر مواقع التواصل الإجتماعي بذكرى إنسحاب الجيش السوري من لبنان: "أننا نتذكّر انسحاب آخر جندي سوري من لبنان بفضل نضال المؤمنين بالحرية والسيادة والاستقلال على أمل في أن يتكرر المشهد اليوم بعودة النازحين إلى ديارهم بفضل المناضلين الحقيقيين لإنهاء هذا الملف سياسيًا وديبلوماسيًا".
لهذا، وبعد مرور 14 عامًا على ذكرى خروج أخر عسكري سوري، هل ثمة 26 نيسان جديد تحت عنوان خروج آخر نازح سوري من لبنان؟!