دخل لبنان في غيبوبة اقتصادية لا احد يعلم متى يصحو منها، في ظل تحذيرات دولية ما عادت تثق لا بإصلاحات لبنان، ولا بقدرته على ترميم خلافاته السياسية الداخلية بين الزعماء، إلى ان دخلت الأزمة الإقتصادية في صميم دوامة الصراعات الداخلية، وسط تحذيرات دولية من ضرورة حل تلك النزاعات.
أما على صعيد آخر، كثرت التساؤلات مؤخراً حول اقتراب الحرب من لبنان، خصوصاً بعد تأزم الأوضاع بين طهران وأميركا وتداعياتها على لبنان من جهة، وفرض العقوبات الأميركية من جهة اخرى، عدا عن القرار الأميركي فيما يخص الجولان المحتل واعتباره ضمن السيادة الإسرائيلية ومصير مزارع شبعا اللبنانية من هذا القرار، ناهيك عن الخلاف اللبناني - الإسرائيلي حول الحدود النفطية البحرية والذي يُعد الأهم والأبرز حالياً.
ووفقاً للعلاقة الإيرانية - الأميركية المتدهورة حالياً والتي ربما قد تصل إلى ذروتها، يُشير المراقبين إلى أن "احتمال الحرب في هذا الوقت بعيد"، متسائلين عن "مدى صبر ايران وقدرة تحملها على مواجهة التهديدات الأميركية"، وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد استبعد في حديث له مع وكالة "رويترز" أن "يكون لدى ترامب نية الحرب مع إيران، لكنّه ربّما (استُدرج) إلى نزاع" بحسب قوله.
إقرأ أيضاً: تحذيرات دولية للبنان من الإستغلال العنصري للعاملات الأجانب
أما على صعيد لبنان، اعلن وزير الدفاع الياس بو صعب، أثناء جولته على الحدود الجنوبية، أنه "لا يوجد أي مؤشر إلى ان هناك حرباً إسرائيلية على لبنان، والأمن مستقر والجيش منتشر"، مشدداً على "التمسك بحقوقنا بكل السبل من خلال التنسيق مع «اليونيفل» والمجتمع الدولي".
وفي سياق الخروقات الإسرائيلية للحدود الجنوبية، كشف قائد «اليونيفل» الجنرال دل كول، اثناء جولة بو صعب عن "خطة وضعتها الأمم المتحدة لتوسيع انتشار الجيش أكثر على الحدود، وحتى في البحر"، بحيث أشار بو صعب إلى أن "الجيش موجود بخمسة آلاف عنصر في جنوب قطاع جنوب الليطاني، لكن الحاجة هي إلى عشرة آلاف عنصر".
وأخيراً، وبما ان المؤشرات تُشير إلى ان احتمال الحرب ضئيل، رغم ان فتيلها قد يشتعل دون سابق انذار، إلا ان لبنان يعيش حرباً من نوع اخر، يواجهها الشعب اللبناني مع سلطة حاربته بأسوء الطرق، وطالت لقمة عيشه، فهي ليست حرب مع اسرائيل، ولا حرب متأثرة بمفاعيل ايرانية - اميركية، إنما هي حرب معيشية اقتصادية دامت طويلاً قادها الزعماء السياسيين في وجه شعبهم تحت شعار "مكافحة الفساد"!