يواجه حزب الله في لبنان ( ومن ورائه ايران) في هذه المرحلة المزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية والمالية، ويتزامن ذلك مع حملة اشاعات وتقارير اعلامية تهدف لزعزعة الجبهة الداخلية واثارة المخاوف مما يمكن ان يتعرض له الحزب وحلفاؤه من ضغوط او حروب قاسية في المرحلة المقبلة.
واخر اشكال هذه الحرب التقرير الذي نشرته احدى الصحف الكويتية والذي تضمن توقعات نسبت لامين عام الحزب السيد حسن نصر الله عن حرب مدمرة سيتعرض لها الحزب وقياداته ، وفي الوقت نفسه كانت تنشر تقارير ومعلومات عن تعرض حلفاء الحزب لعقوبات اميركية ، وتزامنت هذه الاجواء مع زيادة العقوبات الاميركية ضد ايران من خلال التضييق على تصديرها للنفط وانهاء الاستثناءات التي منحت لبعض الدول من هذه العقوبات.
فكيف يواجه حزب الله هذه الضغوط والاشاعات؟ والى اين تتجه الاوضاع في لبنان والمنطقة في ظل تصاعد الضغوط الاميركية على حزب الله وايران والمخاوف من اندلاع حرب جديدة؟
حزب الله في مواجهة الضغوط والاشاعات
لقد سارع الحزب الى نفي التقارير التي نسبت لامينه العام السيد حسن نصر الله حول احتمال حصول حرب مدمرة عليه ، وقد تكون من المرات القليلة التي يحرص فيها الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله ان يرد مباشرة على تقرير ينشر في احدى الصحف العربية او الغربية ، وقد تكون مسارعة الحزب للرد على هذا التقرير ونفيه بشكل كامل هو الاجواء السائدة في الساحة اللبنانية والتي تتخوف من حصول تطورات دراماتيكية في المرحلة المقبلة.
وتشير مصادر مطلعة على اجواء الحزب الداخلية : ان الحزب يدرك حجم الضغوط التي يتعرض لها في هذه المرحلة ، والتي تتزامن مع العقوبات التي تفرضها الادارة الاميركية على ايران ، اضافة للازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان حاليا ، وكل ذلك يفرض على الجميع دراسة ما يجري بعمق والبحث عن كيفية مواجهة هذه الضغوط ومعالجة الازمة الداخلية من اجل منع البلد من الانهيار وحماية الوحدة الداخلية.
وتضيف المصادر ان قيادة الحزب تؤكد استعدادها للحوار مع جميع القوى السياسية اللبنانية للبحث عن حلول للازمة الداخلية ، وهي لا تمانع من الجلوس والحوار حتى مع بعض الاتجاهات المتشددة والتي كانت تشن حربا قاسية على الحزب ، فالمهم اليوم تحصين الجبهة الداخلية ومواجهة الضغوط المختلفة وانقاذ البلد من الانهيار ، وعدم السماح للكيان الصهيوني ومن ورائه الادارة الاميركية باخضاع قوى المقاومة والقوى التي تقف في مواجهة المشاريع الاميركية والصهيونية وخصوصا ما يسمى صفقة القرن.
آفاق الوضع في المرحلة المقبلة
لكن الى اين تتجه الاوضاع في لبنان والمنطقة حسب اجواء حزب الله؟
تقول المصادر المطلعة على الاجواء الداخلية لحزب الله : نحن اليوم في معركة قاسية في ظل التصعيد الاميركي والاسرائيلي المستمر، وفي ظل تصاعد العقوبات الاميركية ضد ايران وحلفائها ، لكن حتى الان ليس هناك معطيات حاسمة حول امكانية تحول هذه العقوبات الى حرب عسكرية شاملة في المنطقة ، مع ان الحزب يواصل الاستعدادات لمواجهة اي تصعيد ميداني في اية لحظة.
وتتابع المصادر : المنطقة قادمة على مخاطر كبيرة في ظل التحضيرات الاميركية لاعلان ما يسمى صفقة القرن , الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية ، ولذلك ستسعى اميركا لزيادة الضغوط على كل الدول والقوى التي تعارض هذه الصفقة ، كما ان الاجراءات الميدانية لاعطاء الكيان الصهيوني المزيد من الهدايا ستزداد ، كما حصل من خلال الاعتراف الاميركي باحتلال الكيان الصهيوني للجولان ، واحتمال ضم الضفة الغربية المحتلة لسلطة هذا الكيان ، ويضاف لذلك العمليات الاسرائيلية في سوريا والحملات المختلفة ضد قوى المقاومة.
وعلى ضوء ذلك يسعى حزب الله من اجل التعاون والتنسيق مع كل القوى في لبنان والمنطقة لمواجهة الاجراءات الاميركية والتصعيد المتوقع ، والحزب حريص على الانفتاح على الجميع لمعالجة الازمات التي يواجهها لبنان حاليا ومن اجل تحصين الوضع الداخلي من اية مخاوف قادمة.
ورغم ادراك قيادة الحزب لحجم المخاطر القادمة واستمرار التصعيد الاميركي في لبنان والمنطقة ، فانها تؤكد ان هذه الضغوط لن تهزم قوى المقاومة ومحور المقاومة ، ففي خلال العقود الاربعة الماضية كانت الضغوط اكبر والظروف اصعب لكن المقاومة انتصرت ، واليوم الاوضاع مختلفة وقوى المقاومة اقوى بكثير مما كانت عليه طيلة السنوات الماضية وما يجري هو حرب ارادات ومن يصمد هو المنتصر.