أتحفتنا أغلب القوى السياسية في الأشهر القليلة الماضية بمواقفها الرنانة المطالبة بمكافحة الفساد المستشري في عمق الدولة اللبنانية، وبالرغم من المزاج الشعبي المتأكد من أن هذه الحملة ليست سوى حبر على ورق أتى اصرار بعض القوى السياسية على اظهار بعضن الملفات على وسائل الإعلام وتبيانها أمام الرأي العام ليدفع بعض المناصرين إلى تصديق ما توهمهم به تلك القوى.
زعم حزب الله آنذاك أنه يريد كشف كل ملفات فساد الدولة كما أنه أصر يومها على أن لا خطوط حمراء أمامه لكن الواضح أنه استثنى جميع حلفائه من هذا الملفات فكان هدفه إرسال الرسائل المبطنة للخصوم وإظهار بطولاته أمام الجماهير وايهامهم بمصداقيته اللا متناهية.
إقرأ أيضًا: ايران بعد اربعين عاماً من تصدير الثورة
أتت سلسلة العقوبات القاسية التي تفرضها إدارة الرئيس الأميركي ترامب على إيران التي بدورها تُعتبر السند القوي والدولة الأولى الداعمة لحزب الله، كما يشهد العالم بشكل يومي تصريحات أميركية مهددة بحرب على ما تسميه الارهاب والتي تعتبر حزب الله والحرس الثوري الايراني جزءاً منه، هذا بالإضافة للتقارير العسكرية الاسرائيلية التي تسلط الضوء على دور حزب الله ومنظمات مرتبطة بإيران على الحدود معها في سوريا ولبنان ووجوب القيام بحملة عسكرة واسعة والتي قد تصل شرارتها الى حرب لا تحمد عقباها.
إقرأ أيضًا: ١٨ نيسان ١٩٩٦ دماء اطفال قانا تتجدد في اوطاننا العربية
بعد كل هذه المعطيات التي تشهدها المنطقة وبعد شعوره بمتغريات قد تطرأ في لحظة من اللحظات، يستعد حزب الله للمواجهة ولكنه يشعر في الوقت عينه أن حاضنته الشعبية في جو مغاير نوعاً ما، مما لا شك فيه أن الجميع سيقف صفاً واحدًا بوجه اي اعتداء على لبنان ولكن الوضع المعيشي الصعب والحالة الإجتماعية الإقتصادية التي يرزح لبنان تحت ظلالها تُشكل نوعاً من اليأس لدى معظم المواطنين الذين يضعون نصب أعينهم هماً واحداً الا وهو ايجاد قوتهم اليومي.
ينشط حزب الله اليوم بنشر تصريحات لقاده في الحرس الثوري الإيراني وفي الحزب عينه يبشَّرون الشيعه بقرب ظهور المهدي المنتظر، وتعود أسباب هذه الحمله الإعلانيه إلى احتمال وقوع حرب أو توجيه ضربه عسكريه أميركية لإيران أو وقوع حرب اسرائيلية على حزب الله، وهذا من أساليب شد عصب الطائفة التي بدأت بالتململ وأصبحت قريبة من الانتفاض على الواقع الشيعي.