قد تجد الفتاة نفسها تتعرض لنزول قطرات الدم على الرغم من انتهاء موعد الدورة الشهرية فما السبب؟ وهل تقلقين أم الأمر طبيعي؟
السبب هو ما يعرف بالاستحاضة وهي نزول دم من المرأة من فتحة المهبل في غير أوقات الحيض الطبيعية، بمعنى إذا كان المعدل الطبيعي للمرأة مثلًا هو نزول دم الدورة كل 28 ليستمر لمدة 7 أيام، فإن الاستحاضة هي نزول أي دم في الفترة ما بين التطهر من دم الحيض إلى بداية نزول الحيض التالي.
اسباب الاستحاضه تشمل:
أسباب وظيفية: بالرجوع إلى تفسير طريقة حدوث وانتظام الدورة الشهرية، سنجد أن حدوث أي اضطراب في التوازن الطبيعي بين الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة وأهمهم هرمون الإستروجين والبروجيستيرون قد يؤدي إلى الإدماء في غير أوقات الدورة كما هو الحال في حالات غزارة الطمث.
ولكن الاستحاضة "Metrorrhagia"تختص بنوع إضافي من الخلل الوظيفي الذي قد يحدث في بعض الحالات في النصف الثاني من الدورة الشهرية، أي بعد فترة الإباضة، حينما يعجز الجسم الأصفر "corpus luteum" المتكون من حويصله البويضة عن إفراز هرمون البروجيستيرون بالشكل الكافي الذي يحافظ على تماسك بطانة الرحم لحين حدوث الحمل أو نزول الحيض التالي وتسمى "Lueal phase defect".
قد تحدث هذه الحالة بشكل عرضي في أي دورة وتزداد نسبة حدوثها مع تقدم العمر عند السيدات حيث تكون البويضات أقل كفاءة وقدرة على إفراز الهرمونات المطلوبة لانتظام الدورة.
ويكون العلاج في هذه الحالة على غرار علاج النوع الأول أي بإعطاء جرعات مساعدة من هرمون البروجيستيرون لمساندة الجسم الأصفر من أداء عمله. كذلك تشتكي بعض السيدات أو حتى البنات من نوع من الإستحاضة يعتبر فسيولوجياً أو طبيعياً وهو نزول بعض قطرات الدم الفاتح في أيام التبويض أي وقت انطلاق البويضة (تقريبًا ما بين اليوم ال12 وال 16 من بداية الدورة)، ويفسر هذا نتيجة التحول الهرموني من مرحلة اعتماد البطانة الرحمية على هرمون الإستروجين ما قبل التبويض إلى البروجيستيرون بعد التبويض.
أسباب عضوية: يشترك النزف الرحمي مع غزارة الطمث في كل الأسباب العضوية التي تؤدي لزيادة دم الحيض أو الاستحاضة والتي تكون في الغالب ترجع إلى مشاكل في الرحم نفسه منها: وجود ألياف رحمية قريبة من بطانة الرحم أو وجود لحمية في بطانة الرحم أو وجود مرض البطانة المهاجرة أو التغدد الرحمي ويكون العلاج في هذه الحالة عن طريق علاج السبب.
يضاف إلى الأسباب العضوية السابقة في حالات الاستحاضة أسباب أخرى مثل: وجود لحميات في عنق الرحم، التهابات عنق الرحم المزمنة، قرح عنق الرحم، بعض أنواع قرح المهبل.
أسباب مُصاحبة: قد تؤدي التهابات الحوض المتكررة أو المزمنة إلى النزف الرحمي وتعالج الالتهابات بالمضادات الحيوية اللازمة. ونفس الوضع بالنسبة لأمراض اختلال تخثر الدم أو استخدام علاجات مضادات التخثر التي قد تؤدي إلى النزيف من أي مكان بالجسم بما فيهم الرحم لذا فاننا ننصحك اختي الكريمة بالذهاب للفحص العيادي لدى طبيب نساء وتوليد لإجراء فحص شامل للرحم وكذلك عمل سونار ومن ثم تحديد سبب الاستحاضة ووصف العلاج المناسب تبعًا للفحص.