إستضاف العراق يوم أمس قمة البرلمانات لدول جوار العراق شارك فيها رؤساء البرلمانات لكل من سوريا والسعودية وتركيا وإيران والأردن والكويت للتأكيد على دعم العملية السياسية والديمقراطية في العراق.
المؤتمر الذي عقد بمشاركة رؤساء برلمانات دول جوار العراق الخمسة بالاضافة إلى ممثل رئيس المجلس الشورى الإسلامي الإيراني الذي اعتذر عن حضور الاجتماع نظرا للأوضاع الطارئة التي تعيش محافظات إيرانية عدة محاصرة من قبل السيول، كان يحمل شعار: العراق..استقرار وتنمية.
هذا الشعار يختصر استراتيجية الدولة العراقية في المرحلة الجديدة بعد القضاء على داعش وتأتي زيارة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي للرياض في السياق نفسه.
ان العراق لا يريد ان يختار واحدة بين جارتيها إيران والسعودية ويهمل الأخرى، كما لا يريد ان يختار واحدة بين إيران والولايات المتحدة، وإنما يريد الوصول الى صيغة لتنظيم العلاقات أو إدارة الخصومات بين إيران وكل من المملكة السعودية والولايات المتحدة على أراضيها وبالتحديد إنما يريد العراق ان لا تتحول أراضيه إلى ساحة للمواجهات بين جارتها الشرقية وبين جارتها الغربية السعودية وحليفتها الاستراتيجية الولايات المتحدة.
ان العراق يقول بفم مليء لإيران التي قدمت له جميع المساعدات للقضاء على داعش، ان مصلحته الراهنة هي التنمية بعد الحصول على الاستقرار والأمن.
ولا شك في أن دور المملكة السعودية في تلك المرحلة اي مرحلة التنمية لا يستهان به وبل لا يستغنى عنه.
نفس الاستنتاج يصدق على الحالة السورية التي هي بحاجة إلى مصادر للاستثمار في مرحلة إعادة البناء.
اقرا ايضا : انستغرام أغلق حساب المرشد الأعلى
ويبدو أن المملكة السعودية هي التي ستكون لها كلمة الفصل في مرحلة التنمية او إعادة البناء في العراق وسوريا. وهناك ما يقوي هذا الاحتمال ومنها تقديم منحة تعادل مليار دولارا من قبل الملك سلمان لتاسيس مدينة رياضية في بغداد ومنها الرسائل الايجابية التي حلمها المبعوث الخاص الروسي الكسندر لافرنتينف من القيادة السعودية إلى القيادة السورية يوم الجمعة الماضي بعد زيارته ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
واذا كان غياب رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني من قمة البرلمانات لدول جوار العراق سببه أزمة السيول الجارفة في إيران فإن ما يمكن قوله عن غياب إيران في مرحلة التنمية وإعادة البناء للعراق وسوريا بسبب أزمة السيول حيث ان إيران سوف تضطر إلى التركيز على الداخل بدل متابعة مشاريعها في المنطقة، خاصة بعد الانتهاء من مهامتها الخاصة في مكافحة الإرهابيين في العراق وسوريا.
ان التقدم الذي حصلت عليه إيران في الأراضي السورية لم يحصل إلا بعد مجيئ الرئيس روحاني وخاصة بعد حصول الاتفاق النووي الذي فتح لإيران مجالا عسكريا وسياسيا للعب دورها وأطلقت يدها اقتصاديا لدعم حلفاءها وعلى رأسهم نظام الأسد.
اما الوضع الراهن فإنه مختلف تماما عما كان عليه في عهد الرئيس باراك حسين اوباما. ان إيران تواجه أزمة السيولة قبل أزمة السيول وبعدها.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.