اللبنانيون بجميع طوائفهم يستلهمون المسيح عيسى بن مريم نبيّ الله وقدّيسه في ذاكره المليئة بالآلام والتضحية والتفاني من أجل الآخر.
في هذه المناسبة مناسبة المسيح عليه السلام وتضحياته فرصة كبيرة للتأمل في معاني التضحية، وكيف تكون التضحية سبيلًا لشفاء وطن أنهكته الآلام وأنهكته الأنانية وأنهكه الجشع بكل أنواعه وأشكاله حتى أصبح على شفير الهاوية والضياع، بفعل الجريمة التي ارتكبت بحقه من أولئك الذين شرعوا البلاد على كل أنواع السرقة والفساد والنهب، وهم أنفسهم اليوم يبكون المسيح وآلامه، كما يبكون على لبنانهم الذي ضيعوه بجشعهم وسلطتهم وسطوتهم المالية والسياسية والحزبية.
إقرأ أيضًا: من سرقة البلد إلى سرقة الرواتب
إننا في ذكرى الآلام اليوم نتذكر أولئك الذين خانوا المسيح وظلموه وعذبوه لكنه كان أقوى منهم بإرادته وتضحياته وآلامه، ولنعرف أن بعض الآلام طريق الخلاص والقيامة الجديدة.
كذلك هو لبنان اليوم، وبالرغم من الآلام والتحديات فإن ثمة أمل بقيامة جديدة بوعي اللبنانيين وإرادتهم وقناعتهم أن التضحيات المطلوبة باتت بالتحرر من الولاءات الطائفية والمذهبية والحزبية والعودة إلى الوطن، والهوية الوطنية والإنتماء الحقيقي، والعودة إلى خيار الدولة والمؤسسات، فلا قيامة للبنان دون شعبه ومواطنيه وهم وحدهم المسؤولون عن وقف الانهيار والتردي والضياع.
إقرأ أيضًا: 13 نيسان لنتعلّم ونتأمّل!!
الوطن ولبنان أمانة المسيح ونحن في ذكراه نتذكر تضحياته لقيامتنا ونهضتنا ضد كل من ساهم وبرر وشارك في انهيار البلد.
في ذكرى المسيح عليه السلام كل الأمنيات بقيامة لبنان جديد متحرر من كل الالام والمشاكل.