في أبريل/نيسانِ 1996، خرقت الاحتلال الاسرائيلي اتفاق ايار مايو 1993 ، وبدأ عملية عناقيد الغضب بهدف ضرب المقاومة اللبنانية و محاولة القضاء عليها.في حين كان ينص الاتفاق على ان اي اعتداء على المدنيين لدى اي طرف، يسمح للطرف الاخر بالرد فورا وبالوسائل التي يراها مناسبة.
اتت مجزرة قانا الأولى في ١٨ ابريل ١٩٩٦ بعد سلسلسة من الاعتداءات الاسرائيلية جنوب لبنان ، حيث أطلقت المدفعية الإسرائيلية نيرانها على مجمع مقر الكتيبة (الفيجية) التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، في ذلك الوقت كان ما يزيد على 800 مدني لبناني قد لجاؤوا إلى المجمع طلباً للمأوى والحماية فتناثرت أشلاء ما يقرب من 250 شهيداً وجريحاً، حمل 18 منهم لقب مجهول يوم دفنه، وقد اجتمع أعضاء مجلس للتصويت على قرار يدين اسرائيل ولكن الولايات المتحدة أجهضت القرار باستخدام حق النقض (الفيتو).
رسمت اطفال قانا آنذاك بدمائهم لوحات الخنوع والخضوع العربي بوجه الاحتلال الاسرائيلي ولم تكن الصدمة بوقوف الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل في ذلك الوقت ، فكذا جرت العادة ولكن التواطؤ العربي اثبت من جديد ان لا قيمة لديهم لدماء شعوبها.
تناثرت اشلاء رجال قانا ونسائها وكهولها واطفالها وتناثر معها حلم الشعوب العربية ، فبعد مجازر عديدة قام بها العدو الاسرائيلي منذ النكبة الاولى في فلسطين اتت مجزرة قانا ١٩٩٦ لتنسف معنى العروبة والقومية التى لطالما تغنى بها الزعماء العرب واكدت انها زعامات كاريكاتورية تجلس على العروش وفي قصورها الرئاسية كما اكدت مقولة ان "ما بني على باطل هو باطل".
بعد عقدين ونيف من الزمن نستذكر دماء قانا ، جراحات اطفال قانا ، وصيحات البكاء لثكالى قانا ، نستذكرهم كلما نرى جثة طفل ودموع ام فقدت ولدها في حروبنا العبثية ، حروب الغاء الفكر وتدمير الانسانية.
هيهات قانا .....هيهات
حلب تناديكي
درعا تبكيكي
هيهات قانا..... هيهات
دماء اطفالك تنزف في الشام.