بعد أن أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية عن النتائج النهائية الرسمية للانتخابات التي جرت قبل عشرة أيام، دعا رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، بنيامين نتنياهو، صاحب أكبر الحظوظ، لتشكيل الحكومة الجديدة. وأوضح أن نتائج المشاورات التي أجراها مع قادة الأحزاب الفائزة تؤكد أن هناك أكثرية 65 نائباً تريد نتنياهو رئيساً للحكومة القادمة، مقابل 45 نائباً أرادوا بيني غانتس.
ودعا ريفلين القادة السياسيين في إسرائيل إلى الاهتمام بقيادة الدولة العبرية، من خلال الحفاظ على القيم الديمقراطية واليهودية والالتزام بالقوانين ونظافة اليد، مما اعتبر تلميحاً لقضايا الفساد التي تورط فيها نتنياهو. وتعهد نتنياهو بالمقابل بأن يقيم حكومة أكثرية يمينية وفق إرادة الناخبين، وبأن تكون حكومته ممثلة لجميع المواطنين.
وكانت نتائج الانتخابات الرسمية قد دلت على أن 4340253 مواطناً شاركوا في عملية التصويت، من مجموع 6339729 مواطناً هم أصحاب حق الاقتراع، وتم إلغاء 30983 صوتاً. وبلغت نسبة التصويت 68.46 في المائة، أي بتراجع بنحو 4 في المائة عن الانتخابات في عام 2015، وكان من بينها 366016 صوتاً احترقت؛ لأن القوائم التي حصلت عليها لم تتجاوز نسبة الحسم، البالغة 3.25 في المائة. ومن بين القوائم الفاشلة، حزب اليمين الجديد، الذي أسسه وزير المعارف نفتالي بنيت، ووزيرة القضاء أييلت شاكيد، الذي يعتبر الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات. فلم ينقصه سوى 1459 صوتاً ليتجاوز نسبة الحسم. وقالت مصادر مقربة من بنيت وشاكيد، اللذين لم يظهرا معاً منذ ظهور نتائج الانتخابات النهائية يوم الخميس من الأسبوع الماضي، إنهما سوف يفككان تحالفهما السياسي. وأفادت بأن أييلت شاكيد قد تعود إلى حزب الليكود الذي بدأت حياتها السياسية هي وبنيت فيه.
وأشارت النتائج إلى أن حزب نتنياهو «الليكود» قد خسر مقعداً بسبب أصوات الجنود التي فرزت لاحقاً، وتراجع من 36 إلى 35 مقعداً، ليتساوى مع حزب الجنرالات «كحول لفان» برئاسة بيني غانتس؛ لكن «الليكود» تمكن من تشكيل ائتلاف أولي في ليلة إعلان النتائج الأولى، بينما لم يحاول غانتس الاتصال مع أحزاب تشاركه الائتلاف وسلم بالنتائج. وأكد أنه غير معني بإقامة حكومة وحدة مع «الليكود»، ما دام يقوده نتنياهو المتورط في قضايا الفساد. وأوضح أحد قادة الحزب، يائير لبيد، أن حزبه سيستعد للانتخابات القادمة: «التي ستجري بالتأكيد خلال سنة ونصف سنة أو سنتين على الأكثر؛ لأن نتنياهو سيصبح في قفص الاتهام».
وتشير نتائج الانتخابات إلى فوز أحزاب اليمين بما مجموعه 65 من مجموع 120 مقعداً في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، موزعة على النحو التالي: «الليكود»: 1140370 صوتاً وحصل على 35 مقعداً. وحزب اليهود المتدينين الشرقيين «شاس»: 258275 صوتاً وحصل على 8 مقاعد. وحزب اليهود المتدينين الأشكناز «يهدوت هتوراه»: 249049 صوتاً، وحصل هو الآخر على 8 مقاعد. وحزب «إسرائيل بيتنا» لليهود الروس برئاسة وزير الدفاع السابق، أفيغدور ليبرمان: 173004 أصوات وحصل على 5 مقاعد. واتحاد أحزاب اليمين (البيت اليهودي والاتحاد القومي وعظمة يهودية): 468159 صوتاً وحصل على 5 مقاعد، سيضاف إليها مقعد سادس تبرع به نتنياهو، عندما قام بتوحيد هذه الأحزاب ووضع أحد قادتها في موقع متقدم من قائمة «الليكود»، وحزب «كلنا» برئاسة وزير المالية موشيه كحلون: 152756 صوتاً وحصل على 4 مقاعد.
وأما أحزاب المعارضة فحصلت على النتائج التالية: حزب الجنرالات بقيادة غانتس حصل على 1125881 صوتاً، وبلغت عدد مقاعده 35، يليه تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بقيادة أيمن عودة، والحركة العربية للتغيير بقيادة أحمد الطيبي: 193442 صوتاً مع ستة مقاعد، ثم حزب العمل بقيادة آفي غباي: 190870 صوتاً وله أيضاً 6 مقاعد. ثم حزب «ميرتس» اليساري: 156473 صوتاً مع 4 مقاعد، وكذلك تحالف الحركة الإسلامية بقيادة منصور عباس، وحزب التجمع الوطني بقيادة مطانس شحادة: 143666 صوتاً مع 4 مقاعد.
وقد احتفل نتنياهو مع ألفي عضو من «الليكود» بالانتصار، وألقى كلمة مزهوة هاجم فيها الصحافة، واتهمها بأنها لم تقتنع بعد بأنه فاز في الانتخابات. وأعلن أنه سيكون «رئيس حكومة تعمل لصالح جميع المواطنين من كل التيارات، اليهود وغير اليهود». وقال إنه تلقى تهنئات بالفوز من عدة زعماء في العالم، بينهم زعماء من الدول العربية والإسلامية. واعتبر ذلك بمثابة بارقة أمل للسلام.
يذكر أن تشكيل نتنياهو للحكومة الجديدة، يجب أن يتم خلال 28 يوماً، بموجب القانون، وإذا لم ينجح بذلك فإن بإمكان الرئيس أن يمنحه مدة أسبوعين إضافيين.