بينما يتراقص لبنان رقصة الطائر المذبوح بين حكومة تصريف الأعمال المُعطّلة والحكومة التي يُنتظر تأليفها أو تعطيلها ، تشهد البلاد أزمات مستعصية يقف فيها لبنان متأرجحاً على حافّة الأزمة السورية.
فيمثل القصف الذي تتعرّض له مناطق البقاع الشمالي المحاذية للحدود السورية، خرقاً واضحاً للسيادة اللبنانية وتعدّياً فاضحاً على المواطنين الأبرياء، وكشفاً يلقي الضوء على محاولات بعض الدول الكبرى زجّ لبنان في صراعات هو بغنىً عنها.
فينام أهالي القرى الحدودية في الهرمل ويستيقظون على كابوسٍ يهدّد حياتهم واستقرارهم ومستقبلهم في المنطقة، إثر صواريخ تتهاوى فوق رؤوسهم دون أن يكون لهم أّيّ ذنب في هذا الصراع. وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة قد تعرّضت لعدّة بيانات صادرة عن الجيش الحرّ خلال الأشهر الماضية هدّدت بقصف الأراضي اللبنانية في حال استمرار تدخّل حزب الله بالأزمة السورية.
وقد تسارعت الأحداث بشكلٍ مخيف في اليومين الماضيين ، وأسفرت عن قتيلين وعدد لا يستهان به من الجرحى ، وبينما قرر معظم المسؤولين اتباع النأي بالنفس والصمت حيال ما جرى في ظلّ مخاضٍ حكوميّ لم ينأَ بنفسه في يومٍ من الأيام، أدان رئيس الجمهورية ما تعرّضت له المنطقة الحدودية من قصف وسفك لدماء الأبرياء.
والظاهر بأن زمام الأمور لم تعد بيد النظام السوري ولا حزب الله، وأصبحت تحتاج إلى تسويةٍ أكبر تضمن الأمن والاستقرار لأهالي القرى الحدودية.
فهل فاض كيل المعارضة السورية وأعلنت فعلاً حربها على الهرمل، أم أن ما جرى كان مجرّد ردّة فعل عنيفة إزاء ما تكبدته من خسائر في الأيام الفائتة، أهمها مقتل أحد قاداتها في مدينة القصير المسمّى"عمر الرحيّل". ؟؟!!
وكيف السبيل إلى النأي بالنفس بعد أن غاصت هذه النفس في صراعاتٍ ونزاعات قد ترجع لبنان ثلاثين سنة إلى الوراء...