أمر مسؤولو الانتخابات الأتراك، اليوم الاثنين، بإعادة فرز الأصوات مرة ثانية في حي شرقي إسطنبول بعد الطعون التي قدمها حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان على مدار أسبوعين في نتائج الانتخابات البلدية التي أظهرت خسارة الحزب الحاكم للسيطرة على أكبر مدن البلاد.
وقال مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول بن علي يلدريم إن "الفارق بيننا وبين مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو لرئاسة بلدية إسطنبول تقلص إلى 12 ألف و200 صوت بعد فرز 10% من الأصوات" بعد أن كان 19 ألف صوت، وفقا لـ"نيو ترك بوست".
وأضاف في مؤتمر صحفي، اليوم الاثنين: "في حال إعادة فرز كامل الأصوات فنحن واثقون بأننا سنغلق هذه الفجوة لصالحنا"، لافتا إلى أن التدقيق في الأصوات "ما زال مستمرا ولم تعلن النتائج بشكل نهائي".
وقال إنه "جرى التلاعب بشكل واضح بالأصوات في صناديق الاقتراع"، وإن "أصواتهم سجلت لمصلحة المرشح المنافس".
وأدت الطعون والشكاوى المتكررة من حزب العدالة والتنمية في النتائج المبدئية إلى تزايد الشعور بالإحباط بين أنصار حزب الشعب الجمهوري المعارض وهو إحباط وصل لمدرجات تشجيع مباريات كرة القدم إذ شهد مطلع الأسبوع مباراتين بين فرق كبرى في المدينة.
وهتف بعض الجمهور "امنح التفويض.. امنح إمام أوغلو التفويض الآن"، في إشارة إلى أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض في انتخابات بلدية إسطنبول الذي حضر المباراتين، بحسب رويترز.
وأظهرت النتائج المبدئية للانتخابات البلدية التي أجريت في 31 مارس/آذار، أن إمام أوغلو متقدم بفارق ضئيل يبلغ نحو 0.2 نقطة مئوية على منافسه المنتمي للحزب الحاكم رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم.
وخسر حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان وما سبقه من أحزاب إسلامية هيمنة استمرت 25 عاما على أنقرة. لكن من شأن تكبد الحزب الحاكم لهزيمة في اسطنبول أن يشكل ضربة أقوى للرئيس الذي يتصدر المشهد السياسي في تركيا بانتصارات انتخابية متكررة على مدى نحو 15 عاما.
وأمر مسؤولو الانتخابات في منطقة مال تبه في إسطنبول يوم الاثنين بإعادة إحصاء الأصوات مجددا بعد طعن من العدالة والتنمية وحلفائه القوميين من حزب الحركة القومية وذلك وفقا لما ذكرته محطة (إن.تي.في). وتجرى إعادة إحصاء للأصوات بالفعل في المنطقة منذ ما يقرب من أسبوع.
وطعن الحزب الحاكم بالفعل في مجريات الاقتراع في العديد من المناطق في اسطنبول وطلب إلغاء التصويت بالكامل في منطقة بويوك تشيكميجي.
وقال المجلس الأعلى للانتخابات إنه سينتظر لحين الانتهاء من كل عمليات إعادة إحصاء الأصوات في المدينة بأكملها قبل إصدار قرار بشأن إلغاء الانتخابات في بويوك تشيكميجي.
وبعد ذلك قد يضطر المجلس للبت في دعوة من أردوغان، لم يقدمها الحزب الحاكم رسميا بعد، لإلغاء الانتخابات في اسطنبول بأكملها بسبب ما يصفه الحزب بأنه مخالفات أثرت على النتيجة.
ولن يتسنى على الأرجح تقديم التماس بإلغاء الانتخابات في المدينة بأكملها قبل إعلان النتائج النهائية.