تناولت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم مذكرة تفاهم بين روسيا واسرائيل حول العمل العسكري في سوريا وفيما يلي ابرز التقارير.
توثيق: هذا ما خلفه القصف الإسرائيلي في مدينة مصياف السورية
نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مساء اليوم الأحد، صورًا التقطت عبر الأقمار الاصطناعية لشركة الإسرائيلية (isi)، رصدت من خلالها حجم الدمار في الموقع العسكري في مدينة مصياف في محافظة حماة السورية، جراء القصف الإسرائيلي، فجر السبت.
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت) أن المنشآت في الموقع كانت جزءًا من مشروع الإيراني لتطوير صواريخ أرض أرض دقيقة، كما أشار إلى أن صور الأقمار الاصطناعية رصدت مواقع منظومات الدفاع الجوي السوري روسية الصنع "إس 300" بالإضافة إلى بطاريات "إس 400" المتطورة.
وفي سياق متصل، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، "نواصل العمل على جميع الجبهات بما في ذلك الجبهة الشمالية، لأننا لسنا على استعداد للسماح لأي شخص بالتأسيس لقوة عسكرية تعرض دولة إسرائيل للخطر، فالقوة هي ضمان وجودنا، وهي الشرط الأساسي والحيوي لتحقيق السلام مع جيراننا".
وأضاف أنه "لن يردعنا رادع، خصوصًا وأننا نحارب أولئك الذين يسعون للنيل من أرواحنا، نحن لا نتسرع في المعركة. من يعرف أكثر منا الثمن الباهظ للحرب، ولكن لا أحد سينجح في تضليلنا، عندما يكون أمن إسرائيل على المحك، نعمل بلا هوادة. من يعرضنا للخطر يعرض نفسه لخطر أكبر".
وبحسب تقرير الشركة الإسرائيلية المتخصصة بصور الأقمار الصناعية، فإنه "إذا افترضنا بالفعل أن الموقع المستهدف هو مصنع صواريخ، فيمكن استخدامه أيضًا لتصنيع وتجميع قطع مختلفة وتعديلات محسنة لصواريخ أرض - أرض أو لتحسين دقتها".
واستبعدت الشركة أن يكون الموقع يستخدم لتصنيع لمحركات الصواريخ أو لإنتاج الرؤوس الحربية، "نظرًا لعدم وجود هياكل ومستودعات محمية". وأضاف أنه "لم يتم العثور على صواريخ أو قاذفات في المنطقة".
وأضاف التقرير أن "المصنع" أنشأ بين الأعوام 2014 و2016 في الجزء الغربي من قاعدة عسكرية لقوات النظام السوري، وأنه في مراحل لاحقة شُيّد جدار أحاط بالمصنع المزعوم لفصله عن باقي القاعدة العسكرية السورية، فيما ادعى توثيق بعض الأضرار في منشآت إنتاج مجاورة.
ورصد التقرير أن المنشأة مكونة من مستودع كبير طوله 60 مترًا وعرضه 25 مترًا، بالإضافة إلى بنايات صناعية أصغر حجمًا تحيط بها، وأضافت أن مدخل المصنع يمر عبر القاعدة العسكرية التابعة لقوات نظام الأسد في سورية، لافتة إلى أنه لا يمكن تحديد هوية الجهة التي تسيطر على هذه المنشآت، القوات الإيرانية أو القوات الموالية لها أو قوات النظام السوري.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أعلن أمس السبت، أن القصف الإسرائيلي لمدينة مصياف، خلال ساعات ليل الجمعة السبت، استهدف مدرسة المحاسبة في المدينة، ومركز تطوير صواريخ متوسطة المدى في قرية الزاوي، ومعسكر الطلائع قرب الشيخ غضبان في ريف مصياف، التابع للقوات الإيرانية وقوات النظام السوري.
"مذكرة تفاهم إسرائيلية روسية حول التنسيق العسكري في سورية"
تصاعدت الهجمات الإسرائيلية خلال الفترة الماضية على مواقع في سورية، وسط تقارير تفيد بأن حجم الهجمات الأخيرة كان أوسع من سابقاتها مخلفة خسائر في الممتلكات وعشرات القتلى. واللافت في هذا السياق، امتناع الجانب الروسي حتى عن التطرق لهذه الهجمات، ما اعتبره المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، دليلا على أن إسرائيل وقعت على مذكرة تفاهم مع روسيا حول التنسيق العسكري في سورية.
وكتب فيشمان، اليوم الأحد، أن روسيا ما كانت لتصمت، لولا الاستجابة الإسرائيلية للمطلب الروسي بتوقيع مذكرة تفاهم حول التنسيق الأمني بين الجيشين الروسي والإسرائيلي لتجنب الاحتكاكات والاشتباكات في سورية.
واتضح مؤخرًا، بحسب فيشمان، أن التنسيق العسكري بين الجيشين، الروسي والإسرائيلي، في سورية كان مبنيًا على اتفاقيات شفهية غير متوجة بمذكرة تفاهم موقعة بين الطرفين، ما أزعج الجانب الروسي، الذي طالب بتوقيع مذكرة تفاهم رسمية بهذا الخصوص، على غرار الاتفاقات التي وقعتها روسية مع تركيا والولايات المتحدة بهذا الشأن.
والغرض من المذكرة هو الاتفاق على نقاط محددة للعمل بها بغرض تعزيز التنسيق لمنع سوء التفاهم الذي قد يؤدي إلى الاحتكاك أو الاشتباكات بين قوات الجيشين اللذين يقومان بنشاط عملاني في منطقة عسكرية واحدة، والتي تتعلق بموعد الإنذار المسبق قبل شن الغارات وتحديد الخطوط والقنوات المخصصة للإبلاغ.
وأشار فيشمان إلى أن الطلب الروسي بتوقيع إسرائيل على مذكرة تفاهم بهذا الشأن ازداد الحاحا بعد إسقاط الطائرة الروسية "إيليوشن 20" في سورية أيلول/ سبتمبر 2018، بعد أن اعترضتها الدفاعات الجوية السورية التي كانت تحاول صد غارة إسرائيلية على مواقع قرب سواحل اللاذقية.
ولفت فيشمان إلى أن آلية التنسيق بين الجيشين الروسي والإسرائيلي، تضمنت تفاهمات مبدئية، وتوصل إليها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، ونظيره الروسي، خلال الزيارة التي أجراها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى العاصمة الروسية موسكو، نهاية العام 2015.
وأوضح فيشمان أنه بموجب الاتفاق حينها، اعتمدت آلية التنسيق على لائحة مبادئ تتضمن قواعد عامة غير موقعة بين الطرفين؛ وخلال هذه الفترة أعلنت روسيا عبر دوائرها الرسمية في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية أن إسرائيلي غير ملتزمة بهذه التفاهمات، غير أنها لم تطلب بإلحاح من الجانب الإسرائيلي التوقيع على اتفاق.
وتبدلت الأمور بعد إسقاط "إيليوشن 20". روسيا أعلنت عبر وزير دفاعها ووزير خارجيتها والرئيس فلاديمير بوتين، أن إسرائيلي كذبت بهذا الخصوص ولم تلتزم بتفاهمات التنسيق وحملتها مسؤولية سقوط الطائرة وقتل 15 شخصًا كانوا على متنها، كما وطالبوا إسرائيل، في هذه المرحلة، بالتوقيع على اتفاق يحدد بدقة موعد الإنذار المسبق قبل شن غارات في سورية، وطالبت بموعد أطول من الذي كان مدرجًا في التفاهمات السابقة، بالإضافة إلى تحديد دقيق للموقع الذي سيستهدف إسرائيليًا؛ وشدد فيشمان أن إسرائيل حاولت التهرب مرارًا من التوقيع على اتفاق مماثل بحجة أنها قد يتسبب بأضرار على نشاطها العملاني والهجمات التي تنفذها.
وكانت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، قد نقلت عن مسؤول رفيع قوله إن اللقاء الذي جمع بتنياهو ببوتين في الكرملين في شباط/ فبراير الماضي، ركز على التشديد الروسي على ضرورة توقيع مذكرة تفاهم مكتوبة بين الطرفين.
ويرى فيشان أن التبدل الجوهري في الموقف الإسرائيلي من التوقيع على مذكرة تفاهم مع الجانب الروسي حول التنسيق الأمني، بدى واضحًا مؤخرًا، خصوصًا بعد الزيارة التي أجراها نتنياهو لروسيا قبيل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، بداية نيسان/ أبريل الجاري، وذلك ضمن اتفاق شمل كذلك صفقة تسليم جثة الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل، الذي قُتل في معركة السلطان يعقوب خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
يذكر أن المقاتلات الإسرائيلية نفذت هجومًا على مواقع في مدينة مصياف في محافظة حماة، خلال ساعات الأولى من ليلة الجمعة السبت الماضية، حيث استهدفت مدرسة المحاسبة في المدينة، ومركز تطوير صواريخ متوسطة المدى في قرية الزاوي، ومعسكر الطلائع قرب الشيخ غضبان في ريف مصياف، التابع للقوات الإيرانية وقوات النظام السوري.
كما شن سلاح الجو الإسرائيلي هجومًا، في 28 آذار/ مارس الماضي، على مستودعات ذخيرة تتبع للقوات الإيرانية في منطقة حلب، والمنطقة الواقعة بينها وبين المدينة الصناعية في الشيخ نجار، الأمر الذي تسبب بانفجارها، وسقوط عدد من القتلى.
فيما أفاد تقرير صدر عن "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، اليوم الأحد، أن أكثر من 232 مسلحا من قوات النظام وحزب الله قتلوا، فيما أصيب العشرات بجروح، بالغارات التي نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على الأراضي السورية بين نيسان/ أبريل عام 2018 حتى نيسان/ أبريل الجاري.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة مصياف، عن إصابة 24 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ووفقا لتقرير المرصد السوري، فقد تجاوز التصعيد الإسرائيلي عاما كاملا من بدء التصعيد في مطلع نيسان/ أبريل من العام 2018، وحتى اليوم الـ13 من نيسان/ أبريل من العام 2019.