لم تغب الحرب الأهلية اللبنانية عن يومياتنا بعد، فالحرب التي استمرت لأكثر من 15 عشر عامًا متتالية، تركت ندوبًا في ذاكرة اللبنانيين وأجساد الآلاف منهم.
44 عامًا مضت، وكأنها البارحة، وقصص القتل والدماء لا زالت تخطر على بالنا، املا بأن لا تتكرر، مهما اختلفت الآراء والمواقف السياسية.
واليوم، وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة، تحيي عائلات المفقودين في وسط بيروت الذكرى الـ44 لإندلاع الحرب الأهلية، بينما يحدوها الأمل بمعرفة مصير أحبائها بعد إقرار قانون قبل أشهر عدةّ ينصّ على تشكيل هيئة وطنية مستقلّة لتقفي أثرهم.
وفي هذا السياق، كان لموقع لبنان الجديد عدة مقابلات مع المشاركين الذين وصفوا الحرب الأهلية بالحرب البشعة، داعين الشباب اللبناني إلى العمل بجد لكي لا تنعاد.
وقال رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس في كلمة له: "نحن في أرض البطولة، أرض الكرامة أرض التضحية، وأرض الشهداء، هنا تسطرت أهم معارك والبطولات من سنة 1975 لسنة 2006، وكانت أهم رسالة من اللبنانيين إلى الخارج بمدى قوة جذور اللبنانيين وتمسكهم بهذه الأرض الطيبة، هذه الرسالة كانت محطة اعجاب أمام الدول والرأي العام الدولي حيث استطاع الشعب اللبناني بصموده وقوة حبه لهذا الوطن تغيير مسار استراتيجيات جهنمية ما كانت تحسب للبنانيين أي حساب".
وأضاف: "نحن ننحني أمام تضحيات الشهداء والشهداء الأحياء وعدنا لهم أننا لن ننسى التضحييات والعذاب نحن أخذنا على عاتقنا أن تكون الشياح أرض تلاقي وهمز الوصل بين اللبنانيين"، وقال: "أبناء الشياح وهذا الساحل يعرفون بعضهم البعض جيدًا ويأكدون أن الذي يجمعنا أكثر بكثير من الذي يفرقنا".
مضيفا: "من حبنا إلى لبنان وإلى الحرية والكرامة والإنفتاح على العالم والثقافة والتطور وتمسكنا بجذورنا وبعائلاتنا لذلك وقع المجلس البلدي بتعاون مع لجنة السلم الأهلي وعدة جمعيات من المنطقة شرعة الشياح موجودة على مدخل البلدية وأهم بند فيها هو اننا نسعى لتحقيق المصالحة الحقيقية ونلتزم بعدم تكرار الحرب".
وأكمل: "من هنا أريد أن أقول أن المصالحة الحقيقية ليست بتلاقي فقط بين المسؤولين بل هي اعتراف كامل بكل ما حصل لنصل من بعدها إلى التسامح وأهمها انهاء قضية المفقودين التي تشكل عار علينا وعلى كل مسؤول في لبنان لأن لغاية اليووم لا زال بعض الاهالي يبحثون عن أولادهم وهذا غير مقبول، ونحن نسعى إلى بناء وطن مزدهر لنا ولأبنائنا، كل عام وانتم بخير".
يُشار هنا، إلى أن شهر نيسان من كل عام قد أصبح محطة للاحتفال بالذكرى، حيث تقام احتفالات في العاصمة بيروت تحت شعار "تنذكر وما تنعاد".