" نفخ عليها تنجلي"، هذه العبارة قيلت بحق سيجارة الحشيش، إذ يقصد بها أن شرب الحشيشة ينسي هموم الدنيا فتتجلى المشاكل.
في الواقع، أغلبنا سلط الضوء على هذا الجانب فقط من عملية زراعة الحشيش ، حيث أن عدد كبير من الشباب إما يحششون أو يتعاطون المخدرات المصنوعة من تلك الشتلة.
ففي الوقت الذي لم تتشرع زراعة الحشيش فيه، كانت هذه الزراعة تؤمن فرص عمل لأكثر من ألف عامل بقاعي مهمشة حقوقهم من قبل المسؤولين.
لكن الدولة اللبنانية إلى تشريع زراعة الحشيش ليدخل سياق إستعماله لأغراض طبية-علاجية و بهدف دفع العجلة الإقتصادية أيضا. و في هذا الإطار، لا بد من تبيان الفوائد الصحية للحشيش، فالسبب الأكثر شيوعا لوصفه هو الألم، و خاصة ألم الأعصاب و الذي ينطوي على تلف الأعصاب خاصة ، فينصح المريض بالحشيش لأنه لا يشكل خطرا على صحة الإنسان.
وهناك سبب آخر شائع للغاية لوصف الحشيش الطبي وهو علاج الغثيان والقيء الناجم عن العلاج الكيميائي لمرضى السرطان أو حتى مرضى الإيدز. وأظهرت الدراسات أن حبوب القنّب أكثر فاعلية في علاج المرضى الذين يعانون من هذه الأعراض من العقاقير المضادة للغثيان، وكذلك أفضل في تعزيز الشهية. أيضا، يتم وصف أنواع معينة من سلالات القنّب للمساعدة في الحد من اضطرابات القلق والتوتر الكبيرة في المواقف الاجتماعية والتي قد تنتج عن أمراض نفسية. حيث يشتهر نوع "إنديكا" من الحشيش بخصائص المهدئات، ولكن دون أي أعراض جانبية.
والجدير ذكره، أن لوصف نوع "ساتيفا" من القنّب لعلاج أمراض الاكتئاب قدرة على تعزيز المشاعر النشطة ورفع مستوى التركيز.إذ أن بعض أنواع هذه السلالات تنشط الإنسان تماماً كفنجان من القهوة و تعزز نشاط الدماغ ولا تؤثر سلباً على الجسم كأدوية الاكتئاب.
كما لاحظنا، كثيرة هي الفوائد الطبية للحشيش، لكن لا يمكن الإستفادة منها سوى عند إقرار نص قانوني يشرع زراعتها.
أما إيجابيات تجارة الحشيش على الإقتصاد اللبناني، تكمن من خلال المداخيل المالية التي توفرها سهول الحشيش، حيث بدورها تواجه الأزمة الإقتصادية. فكان قد أعلن رئيس مجلس النواب " نبيه بري" بعد إقتراح ورد في تقرير أعده مكتب استشاري دولي "ماكنزي أند كومباني"، قد كلف لبنان المكتب بإعداد خطة تحفيز اقتصادي، فجاء في التقرير تحديدا اقتراح "إنشاء مناطق لزراعة الحشيش لأغراض صحية وفي إطار قانوني". إن تشريع هذه الزراعة يمكن أن يدر أكثر من 500 مليون دولار سنويا حسب ما أكدت وزارة الاقتصاد لفرانس24. فلبنان الذي يثقل كاهله دين قيمته 150 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، يأمل عبر إرساء آلية للمراقبة تشمل إنشاء ضريبة على الإنتاج، تسجيل قفزة مالية على غرار تلك التي تلت تشريع الحشيش لأغراض علاجية في دول أمريكا الشمالية.
فالحشيش الأخضر هو في الحقيقة ذهب أخضر،كنز لا يقدر بثمن. فبدل من مهاجمة أهالي بعلبك الهرمل و معارضة زراعتهم لسهول الحشيش، من الأفضل التضامن معهم و المطالبة بتشريع زراعة الحشيشة للإستفاة منها طبيا من جهة و لتحسين الوضع الإقتصادي المتأزم من خلال البحث عن حلول و تشريع ما كان محرما من جهة أخرى.
شرعوها... تنجلي، فيصبح الوضع تمام، فول أوبشن فعلا.
البحث في الجامعة الأميركية في دبي لطالبة الإعلام يارا ياسين