الخطوات الأمريكية– الإسرائيلية في مواجهة إيران وسوريا والفلسطينيين وحزب الله مستمرة ومتصاعدة، فبعد العقوبات الأمريكية المالية ضد إيران وحزب الله، تم تصنيف الحرس الثوري الإيراني إرهابيا، وبموازة ذلك أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشرعية للاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري، وهناك معطيات عن احتمال ضم الضفة الغربية بالكامل للكيان الصهيوني.
وبالمقابل هدد الإيرانيون بالرد العسكري على الأمريكيين في الخليج، ودعا وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف لاعتبار الوجود العسكري في المنطقة وجودا إرهابيا، في ظل الحديث عن استمرار التحضيرات لاحتمال حصول حرب عسكرية شاملة في مواجهة سوريا وإيران وحزب الله والفلسطينيين، من قبل الأمريكيين والإسرائيليين وحلفائهم، تمهيدا لصفقة القرن ولإنهاء الوجود الإيراني وحزب الله في سوريا، ومواجهة التهديدات المتصاعدة من قبل قوى المقاومة للكيان الصهيوني.
فما هي أبعاد التصعيد الأمريكي– الإسرائيلي؟ وهل تتجه المنطقة نحو حرب إقليمية شاملة؟ ومتى يمكن أن تندلع هذه الحرب إذا حصلت؟
مصادر قيادية في قوى المقاومة في بيروت أوضحت في لقاء خاص، أن المواقف الأمريكية التصعيدية هي لخدمة الكيان الصهيوني بشكل مباشر، ولتعزيز موقع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال المعركة الانتخابية، ومن أجل الحصول على دعم اللوبي اليهودي والصهيوني في أمريكا لدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مواجهة الضغوط الداخلية التي يتعرض لها.
وأضافت أن التصعيد الأمريكي يستهدف محاصرة إيران وحلفائها ومنعهم من استثمار الانتصارات الميدانية التي تحققت في آخر سنتين على الصعد السياسية، ومن أجل شلّ عمل قوى المقاومة في المنطقة، بعد أن حققت إنجازات مهمة على مستوى التسليح وتطوير القدرات العسكرية بشكل عام، ومنظومة الصواريخ الدقيقة بشكل خاص، وبعد الاستفادة الكبيرة من المعارك التي خيضت في سوريا والعراق، والتطور الكبير في علاقات قوى المقاومة ومحور المقاومة بعد السنوات العجاف التي مرت منذ الربيع العربي.
وتوقعت المصادر أن تزداد الضغوط الأمريكية والإسرائيلية في الاتجاهات كافة خلال الأسابيع المقبلة، مما يجعل الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها الحرب العسكرية، حيث يمكن أن تتدحرج التطورات الأمنية والعسكرية والاحتكاكات مع الأمريكيين والإسرائيليين في المنطقة إلى حرب واسعة، مع أنه حتى الآن ليس هناك أية مصلحة للأمريكيين والإسرائيليين بحصول حرب واسعة وشاملة، لأنها ليست محسومة النتائج، وقد يكون لها تداعيات خطيرة على الأمن الصهيوني وعلى الوجود الأمريكي في المنطقة، في ظل نجاح الأمريكيين بتحقيق نجاحات معقولة عبر الحرب الاقتصادية وتطوير العقوبات المالية.
وفي مقابل هذه المخاوف والتوقعات على صعيد التصعيد الأمريكي- الإسرائيلي تقول المصادر القيادية المقاومة، إن قوى المقاومة تواصل تحضيراتها واستعداداتها لمواجهة أي عدوان عسكري أمريكي أو إسرائيلي، وأن المناورات على الأرض تجري بشكل دائم، كما تمت إعادة انتشار للقوى العسكرية في سوريا ولبنان، وهناك جهوزية كاملة لقوى المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق، مع وجود إسناد كبير من إيران وقوى أخرى للرد على أي عدوان، والأمريكيون والإسرائيليون يعلمون حجم التحضيرات والاستعدادت، وهم يشاهدونها أحيانا سواء عبر الأقمار الاصطناعية أو من خلال أجهزة التجسس والطيران العسكري أو المتابعة الميدانية، وقوى المقاومة تدرك أن العدو الصهيوني يراقب ما يجري وهو يأخذ بالاعتبار كل هذه التحضيرات والاستعدادات الميدانية.
وعلى ضوء كل هذه المعطيات تؤكد المصادر القيادية أن التصعيد قد يستمر في المرحلة المقبلة، وأن إيران وقوى المقاومة تعمل بكل الإمكانيات لمواجهة الحصار المالي والاقتصادي، والتحضير للرد على أي عدوان عسكري، لكن لا أحد يستطيع أن يجزم أو يحدد توقيت الحرب أو حسم وقوعها، وإن كنا نعيش الآن على حافة الهاوية في الصراع، وهناك قوى دولية واقليمية ليس لها مصلحة باندلاع الحرب، وخصوصا روسيا وأوروبا وتركيا ومصر ودول أخرى، ولذا فإن السباق بين التصعيد واحتمال حصول الحرب سيظل قائما، وعلينا أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات دون أن يعني ذلك أن خيار الحرب محسوم نهائيا، لكنه متوقع في أية لحظة ويجب الاستعداد له.