تعيشُ غالبيّة سكّان عاصمة لبنان الثانية، طرابلس، تحـت خطّ الفـقر نتيجة غياب إهتمـامـات الدولة بشكل مُباشر، وحـرمان أهلها من أدنى مقوّمات الحياة وآذان نواب المدينة قد صمت عن واقعها المرير..
وصلت حالة الغضب في المدينة إلى ذروتها، حيثُ إستسلم المواطن الطرابلسي لهذا الواقع الإجتماعي الذي لا مفرّ منه.
وفي ظلّ الإنتخابات التي ستُقام في نهاية الأسبوع، تُطالب فئة واسعة في المدينة إلى مُقاطعة التصويت إلى حين حلّ القضايا الإجتماعيّة الأساسيّة وفي الطليعة ملف النفايات والنازحين السوريّين والسجون المُقتظّة.
والتقط أحد الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، صورة لِشاب مبتورة رجله، صباحًا، في أحد شوارع محلّة أبي سمراء، أثناء جمعه عدد من الكراتين من داخل مستوعبات النفايات بغية بيعها لتأمين قوت يومه ولقمة عيشه.
ونرى زيارات مكثّفة على أبواب الإنتخابات وولائم ومهرجانات، تتكلّل بـِ "الشكي" و "النعي"، حيثُ يتقاذفون المسؤوليّات على بعضهم البعض، وهدفهم تسجيل النقاط على بعضهم على بعض، ويزيدون من منسوب اليأس المتدفّق في المدينة، بدل من تقديم خطط إنمائيّة قابلة للتنفيذ.
وتنامت ظاهرة التوسّل والتشرّد في شوارع طرابلس، دون أيّ إهتمام سواء من الإدارة المحلّيّة المُمثلة بالبلديّة أو من وزارة الشؤون الإجتماعيّة، التي لم تلحظ في برامجها رعاية هؤلاء المتسولين الذين فاق عددهم 100 متسوّل ومشرّد.
ويمرُّ الشارع الطرابلسي في حالة من اللّامبالاة في الإنتخابات الفرعيّة لغياب الحماسة وإحساس الناخبين بأنّ صوتهم لن يُبدّل شيئًا لذلك لا مُبرّر للإقبال على صناديق الإقتراع، ما دامت النتيجة باتت محسومة سلفاً.