بالأسماء: بعد مرور تسع سنوات على بدء الربيع العربي ست حكام عرب انطوت صفحة من تاريخهم
بعد أن تلاشت آمال "الربيع العربي" في التغيير، أكدت المشاهد القادمة من الجزائر والسودان مؤخرًا أن هذا الربيع تجدد.
بدايةً، لا بُدّ من التذكير أنّ "الربيع العربي بدأ في كانون الأول من العام 2010، عندما أحرق بائع الخضار التونسي نفسه إحتجاجًا على الأوضاع الإقتصادية، فأطاحت بأول الزعماء العرب، التونسي زين العابدين بن علي، لتنتقل شرارة الثورة إلى مصر، ومنها انتقلت إلى ليبيا، ثم إلى اليمن، فالجزائر، وصولًا إلى السودان.
إقرأ أيضَا: انشقاقات في التيار البرتقالي.. والآتي أعظم
علمًا، أن بعض الحكام العرب في عدد من الدول تميزوا بقسوتهم وديكتاتوريتهم الكبيرة التي تسبب في إزهاق أرواح الآلاف من أجل المحافظة على الحكم وإحكام القبضة على مقاليد السلطة في البلاد، وابرز هؤلاء:
زين العابدين بن علي - تونس
- رئيس الجمهورية التونسية منذ 7 تشرين الثاني 1987 إلى 14 كانون الثاني 2011.
- هو الرئيس الثاني لتونس منذ استقلالها عن فرنسا عام 1956 بعد الحبيب بورقيبة.
- عين رئيسًا للوزراء في أكتوبر 1987 ثم تولى الرئاسة بعدها بشهر في نوفمبر 1987 في انقلاب غير دموي حيث أعلن أن الرئيس بورقيبة عاجز عن تولي الرئاسة.
- أعيد انتخابه وبأغلبية ساحقة في كل الإنتخابات الرئاسية التي جرت، وآخرها كان في 25 تشرين الأول 2009.
- صنفت جماعات حقوق الإنسان الدولية وكذلك الصحف الغربية المحافظة مثل الإيكونومست النظام الذي يترأسه بن علي بالإستبدادي وغير الديمقراطي.
- أدت الإنتفاضة الشعبية التي بدأت في كانون الأول 2010 إلى إجبار زين العابدين بن علي الذي كان يحكم تونس طيلة 23 سنة على التنحي عن السلطة والهروب من البلاد خلسةً، حيث توجه أولًا إلى فرنسا التي رفضت استقباله خشية حدوث مظاهرات للتونسيين فيها، فلجأ إلى السعودية وذلك في كانون الثاني.
- بلغت مجموع الأحكام الصادرة في حق بن علي حتى 15 آيار 2018، "5 مؤبد و207 سنة سجن و6 أشهر و218 مليون دينار تونسي خطية".
حسني مبارك - مصر
- هو الرئيس الرابع لمصر من 14 تشرين الأول 1981 خلفا لمحمد أنور السادات، وحتى في 11 شباط 2011 بتنحيه تحت ضغوط شعبية وتسليمه السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
- تعتبر فترة حكمه رابع أطول فترة حكم في المنطقة العربية من الذين هم على قيد الحياة آنذاك.
- حسب تصنيف مجلة باردي الأمريكية اعتبر مبارك الديكتاتور رقم 20 الأسوأ على مستوى العالم لعام 2009 بينما حل في المركز السابع عشر في عام 2008 لنفس القائمة.
- احتل المركز 15 في قائمة فورين بوليسي أسوء السيئين لعام 2010 حيث اعتبر حاكم مستبد وقد حكم البلاد لمدة 30 عامًا بقانون الطوارئ لإخماد أي نشاط للمعارضة وكان يجهز ابنه جمال لخلافته.
- تنحى إبان أحداث ثورة 25 كانون الثاني 2011 والتي شارك فيها حوالي 8 مليون مصري.
معمر القذافي - ليبيا
- الرئيس السابق لليبيا منذ عام 1979م وحتى مقتله عام 2011م.
- شن القذافي هجومًا واسعًا على معارضيه مع اندلاع الثورة الليبية ليستخدم ضدهم السلاح الثقيل في محاولة لإخماد الثورة.
- كان يسرد قصصًا لبعض الرؤساء الذين قاموا بقصف وقتل شعوبهم لتهديد الليبيين خلال الثورة، حتى تحول الأمر إلى حرب واسعة انتهت بانتصار الثورة ومقتل القذافي على يد الثوار.
- في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، تم الإعدام العلني في جامعة الفاتح للطلبة المعارضين لنظام القذافي، كما شهدت السجون الليبية العديد من المجازر المروعة بحق المعارضين أبرزها مجزرة سجن "أبو سليم" عام 1996م التي راح ضحيتها 1269 معتقلًا.
علي عبدالله صالح - اليمن
- هو الرئيس السادس للجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) من العام 1978 وحتى العام 1990، وأصبح أول رئيس للجمهورية اليمنية بعد توحيد شطري اليمن (الجنوبي والشمالي).
- تعد فترة حكمه أطول فترة حكم لرئيس في اليمن منذ العام 1978 حتى تنازل عن الحكم في 27 شباط 2012، بعد ثورة 11 من شباط 2011.
- يحمل رتبة المشير العسكرية، وهو صاحب ثاني أطول فترة حكم من بين الحكام العرب.
- وصل علي إلى رأس السلطة في البلاد عقب مقتل الرئيس أحمد الغشمي بفترة قصيرة إذ تنحى عبد الكريم العرشي واستلم صالح رئاسة البلاد في فترة صعبة تم وصف نظامه بأنه كليبتوقراطية وتذيلت البلاد قائمة منظمة الشفافية الدولية المعنية بالفساد.
- قامت احتجاجات ضد حكمه عام 2011 (ثورة الشباب اليمنية) وسلم صالح السلطة بعد سنة كاملة من الاحتجاجات بموجب المبادرة الخليجية الموقعة بين حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك والتي أقرت ضمن بنودها تسليم صالح للسلطة بعد إجراء انتخابات عامة كما أقرت لصالح حصانة من الملاحقة القانونية وتم إقرار قانون الحصانة في مجلس النواب اليمني واعتباره قانونًا سياديًا لا يجوز الطعن فيه تولى نائبه عبد ربه منصور هادي رئاسة المرحلة الإنتقالية.
- في كانون الأول 2017 لقي مصرعه رميًا بالرصاص على يد مسلحين حوثيين، حيث اعتقلوه وهو في طريقه إلى مسقط رأسه في سنحان جنوب العاصمة صنعاء.
عبد العزيز بوتفليقة - الجزائر
- الرئيس العاشر للجزائر منذ التكوين والرئيس الثامن منذ الاستقلال في كانون الثاني 2005 عيّنه المؤتمر الثامن رئيسًا لحزب جبهة التحرير الوطني.
- في تشرين الثاني 2012 تجاوز في مدة حكمه مدة حكم الرئيس هواري بومدين ليصبح أطول رؤساء الجزائر حكمًا.
- أصيب بوعكة صحية غير خطيرة في 26 تشرين الثاني 2005 ونقل لمستشفى فرنسي، في ظل فوضى إعلامية كبيرة، خرج بعدها من المستشفى في 31 كانون الأول 2005.
- في 6 أيلول 2007 تعرض لمحاولة اغتيال في باتنة (400 كم عن العاصمة) حيث حصل انفجار قبل 40 دقيقة من وصوله للمنصة الشرفية خلال جولة له شرق البلاد، وقد خلف الحادث 15 قتيل و71 جريح.
- في 4 نيسان انتصرت الثورة الجزائرية حين أبلغ بوتفليقة قرار إنهاء عهدته بصفة رئيس للجمهورية إلى رئيس المجلس الدستوري.
عمر البشير - السودان
- تولى عمر البشير منصب رئيس مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني في 30 حزيران 1989، وجمع بين منصب رئيس الوزراء ومنصب رئيس الجمهورية حتى 2 آذار 2017 حيث تم فصل منصب رئيس الوزراء وفقًا لتوصيات الحوار الوطني السوداني وتم تعيين بكري حسن صالح رئيسًا للوزراء.
- في 26 أبريل 2010 أعيد إنتخابه رئيسًا في أول انتخابات تعددية منذ استلامه للسلطة.
- تعرض لكثير من الانتقادات والإتهامات من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية خلال السنوات السابقة، حيث أثارت فترة حكمه جدلًا واسعًا بسبب اشتراك مجندين تابعين لحكومته أو موالين لها في جرائم حرب في البلاد سواء في دارفور أو في جنوب السودان.
- تعرض حكمه لمحاولات إنقلاب عديدة أبرزها: حركة رمضان عام 1990 بقيادة الفريق خالد الزين نمر، واللواء الركن عثمان إدريس، واللواء حسن عبد القادر الكدرو، والعميد طيار محمد عثمان كرار حامد، ولكن الانقلاب فشل كليًا، وألقي القبض على 28 ضابطًا، وتم إعدامهم في محاكمات عسكرية في العشر الأواخر من رمضان.
- في 11 نيسان 2019 تنحى البشير تتويجًا لحراك شعبيّ مستمرّ منذ خمسة أشهر تقريبًا، أيّ منذ بداية كانون الأوّل 2018، والذي بدأ بمطالب تحملُ طابعًا معيشيًّا، من نوع الإحتجاج على زيادة سعر الخبز وانتهى برفع شعارات تُطالب بإسقاط البشير الموجود في السلطة منذ ثلاثين عامًا.
إقرأ أيضًا: في لبنان: 10 قتلى خلال يومين!!
إذًا، اعتقد كثيرون أن رياح التحرّر التي هبّت على عدد من البلدان العربية، قبل تسع سنوات قد خمدت إن لم تكن قد انتهت، بعدما أمضت تسع سنوات في مواجهة حروب سياسية، عسكرية، وإقتصادية، ولكن ما حصل في الجزائر والسودان مؤخرًا هو ليس إلّا فرصة تاريخية لتجديد ثورات الربيع العربي.. فمن الحاكم التالي؟!