أعلن التلفزيون السوداني الرسمي صباح اليوم الخميس أن القوات المسلحة ستذيع بيانا هاما ، بينما انتشرت قوات أمنية في أنحاء الخرطوم وسط تأكيد مصادر تنحي الرئيس السوداني عمر البشير، بعد احتجاجات دامت عدة أشهر.
وقال شهود عيان إنهم سمعوا أصوات أعيرة نارية واضحة، داخل مقر قيادة الجيش السوداني بالخرطوم.
وأضاف الشهود أن إطلاق النار الذي سمع الساعة 0730 بتوقيت غرينتش، مصدره الجهة البعيدة عن مكان حشود المعتصمين من مقر قيادة الجيش.
وتابعوا أن صوت إطلاق النار توقف بعد دقائق محدودة، ولم يعرف هل كانت صادرة عن اشتباكات أم للتعبير عن الفرح باستلام الجيش للسلطة.
وتضاربت الأنباء حول التغيير في السودان، ومع اختلاف التسريبات بتولي نائب البشير الأول، الفريق أول عوض بن عوف رئاسة المجلس العسكري.
وحسب مراقبين فإن تأخير إذاعة البيان، الذي أعلن فجر اليوم الخميس عن قرب إعلانه، يعود إلى تحديد ردة فعل الشارع وقبول عوض بن عوف لدى الشعب السوداني، لاسيما أن مئات الآلاف خرجوا إلى الشارع.
إطلاق اسم بن عوف كمرشح بديل للبشير هو بمثابة انقلاب قصر لأنه أحد المقربين من البشير.
وبحسب المراقبين فإن تولي عوض بن عوف سيواجه برفض كبير من المعارضة التي حددت موقفها المطالب بتسليم السلطة لمجلس انتقالي ليس فيه رموز النظام.
وقال مراقبون، إن قيادات الجيش السوداني، تجرى مشاورات مكثفة لتشكيل مجلس حكم انتقالي، في ظل محاولة السيطرة على الأوضاع بالكامل.
وأكد المراقبون أن التوصل إلى اتفاق يحتاج لبعض الوقت، لاسيما أن هيئة أركان الجيش السوداني تتكون من رئيس الأركان ونوابه ورؤساء أركان القوات برية وبحرية وجوية، إضافة لعدد من قادة المناطق العسكرية وهم من أصحاب الرتب الرفيعة.
وأوضحوا أنه لا يغيب عن المشهد قادة الحاميات العسكرية وقادة الاستخبارات والشرطة العسكرية والحرس الجمهوري. وذلك يقود لتأخير البيان
وتسارعت تحركات الجيش السوداني صباح الخميس منذ إعلانه عن قرب إصدار بيان، وسط تأييد الرتب العسكرية الصغيرة والمتوسط لعزل الرئيس عمر البشير.
وقالت مصادر، إن ترتيبات سبقت الإعلان رغم تأخر صدور البيان لأكثر من 4 ساعات، مشيرة إلى أن ضباطا من الجيش السوداني توجهوا إلى مقر التلفزيون الرسمي، وتبع ذلك توقف البث، تمهيدا لإعلان بيان الجيش.
وأفاد الشهود بتطويق قوات الجيش السوداني للقصر الرئاسي، فيما قامت وحدات تابعة للجيش السوداني من قوات الاستخبارات العسكرية باعتقال قادة المؤتمر الوطني.
وحسب المراقبين، فإن تأخير البيان يعود لتحديد موقف الشعب السوداني من الخطوة العسكرية التي جاءت سريعة.
فيما يرى آخرون أن التأخير أيضا مرتبط بمزيد من التشاور بين القادة في ظل أن القيادات الوسطى وصغار الضباط كان موقفهم واضحا منذ بداية الحراك بتصديهم لقوات أمنية حاولت فض المعتصمين أمام مقر القيادة بالأسلحة النارية وسقوط 5 قتلى منهم في هذه الاشتباكات.