نشر موقع "المونيتور" الأميركي تقريراً اعتبر فيه أنّ مقاربة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني للمنطقة تشير إلى أنّه يدعم "الإصلاحيين الشيعة" لتمكينهم من المشاركة إلى جانب القوى السنية والقوى العالمية في سبيل خفض منسوب التوتر والتحضير لتعاون أوسع بين الأفرقاء المختلفين من أجل إحلال السلام في المنطقة، منطلقاً من لقاء السيستاني برئيس مجلس النواب نبيه بري في الأول من نيسان الجاري.
وأوضح الموقع أنّ بري التقى السيستاني في اليوم الثاني من زيارته إلى العراق، حيث اجتمع برئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي ونظيره العراقي محمد الحلبوسي. وفيما لفت الموقع إلى أنّ زيارة بري إلى العراق تأتي بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بيروت حيث حذّر من "أنشطة حزب الله" وطرح إمكانية فرض عقوبات جديدة عليه وعلى إيران، رأى أنّ بري سعى، بتوجهه إلى العراق، إلى بعث رسالة تفيد بأنّ حركة "أمل" تختلف عن "حزب الله"، والحصول على دعم السيستاني في وجه أي عقوبات محتملة.
وبيّن الموقع أنّ السيستاني شدّد خلال لقائه بالرئيس الإيراني حسن روحاني الشهر الفائت على "ضرورة اعتماد سياسات إقليمية ودولية معتدلة في هذه المنطقة الحساسة لتفادي وقوع الكوارث على الشعوب"، في تلميح إلى العداوة بين إيران والسعودية، وفقاً للموقع.
وتابع الموقع بأنّ السيستاني يستقبل "الشخصيات الشيعية المعتدلة"، مثل الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني ويرفض لقاء المتشددين، مثل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. كما ذكّر الموقع برفض السيستاني، خلال زيارته لبنان في العام 2004، أن يستقبله الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في المطار، مضيفاً بأنّه رفض أيضاً لقاء وفد حوثي في أيلول العام 2016.
وعلى عكس المرشد الإيراني آية الله خامنئي، أوضح الموقع أنّ السيستاني لا يهاجم السعودية أو البلدان السنية في المنطقة، مشيراً إلى أنّه لطالما أيّد تحسين العلاقات بين السعودية والعراق. وكشف الموقع أنّ العلاقات بين بغداد والرياض تحسّنت بعدما نقل الرئيس العراقي السابق فؤاد معصوم رسالة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بأنّه يرحّب بجهود التقارب بين الرياض وبغداد ويشدد على أهمية توطيد العلاقة بين البلدين.
في ما يتعلق بالجانب السعودي، شرح الموقع بأنّ مواقف المحطات التلفزيونية الرسمية السعودية إزاء دور السيستاني في العراق والمنطقة تتسم بالإيجابية، مضيفاً بأنّ علاقات جيدة تربط الإصلاحيين الإيرانيين بالسيستاني.
في المقابل، ذكّر الموقع بانتقاد السيستاني التدخّل الإيراني في العراق، إذ شدّد على ضرورة احترام سيادة العراق، وظهور قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني في العراق خلال معارك قتال "داعش"، مضيفاً بأنّه يعارض أيضاً تدخّل إيران في سوريا.