أفاد ثلاثة من المسؤولين بأن الولايات المتحدة تعتزم تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية اعتبارا من اليوم الاثنين.
يأتي تصنيف الحرس الثوري منظمة ارهابية متأخرا بعض الشيء حيث ان الرئيس ترامب كان ينوي إصدار هذا القرار قبل عام متزامنا مع انسحابه من الاتفاق النووي ولكن صمود الجهات المعنية في ادارته وعلى سبيل التحديد وزارة الخارجية المتمثلة بتيلرسون ووزارة الدفاع المتمثلة بماتيس أفشل محاولته.
حتى جهاز المخابرات الخارجية الذي كان يترأسه بومبيو حينها حذر الرئيس من تداعيات هكذا قرار. أما بومبيو الوزير غير بومبيو رئيس سي أي ايه لانه ينوه حاليا بهذا القرار معتبرا إياه جزءا من موقع إدارة الرئيس ترامب المتشدد تجاه إيران.
ومن جهتهم حذر المسؤولون الإيرانيون الولايات المتحدة من مغبة هذا القرار الذي لا مثيل له. فإن رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حشمت فلاحت بيشه أكد على أن البرلمان الإيراني سيرد بالمثل ويصنف الجيش الأميركي منظمة إرهابية.
وطمأن قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري بأن الجيش الأميركي والقوات الأمنية الأميركية في المنطقة لن ينعم بالهدوء بحال تصنيف الولايات المتحدة الحرس الثوري منظمة إرهابية.
وهدد وزير خارجية إيران جواد ظريف واشنطن بأن تلك المبادرة ستدخلها في مستنقع. وحذر ظريف الرئيس ترامب من الوقوع في فخ مستشاره للأمن القومي جان بولتون المتعاطف مع الكيان الصهيوني الذي يحاول جر بلاده إلى كارثة جديدة استجابة لرغبة نتنياهو.
إقرا أيضا: ما ذنب السيد السيستاني؟
وقد حذر خبراء اميركيون من مغبة تصنيف الحرس منظمة إرهابية حيث أنه خرق لمعاهدة جنيف فضلا عن انه يعرض القوات الأميركية إلى خطر.
وفيما يتعلق بأسباب اتخاذ هذا القرار المتوقع تقول صحيفة وول ستريت جورنال ان واشنطن تريد صرف الشركات الأجنبية من الاستثمار داخل إيران عبر تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية.
ويبدو ان واشنطن تعتقد ان معظم الصناعات الإيرانية مرتبطة مع الحرس الثوري واتخاذ هذا القرار سيبعد الحرس الثوري من مختلف قطاعات الصناعة والتجارة.
ولكنني أزعم بأن واشنطن تريد عبر هذا القرار، ان تثير اعصاب طهران وتدفعها إلى رفض الانضمام إلى المعاهدة الدولية لمكافحة الإرهاب وغسيل الأموال( فاتف) واتفاقية مكافحة الجرائم المنظمة (بالرمو) أو ربما الانسحاب من الاتفاق النووي.
ويفيد استطلاع رأي لموقع عصر إيران الاخباري ان 69 في المائة الزوار يرون بأن حظوظ إقرار معاهدة فاتف من قبل مجمع تشخيص مصلحة النظام ضئيلة جدا.
وأرى ان تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية هي خطة أميركية لجر إيران إلى مستنقع لن يمكن التخلص منه حيث أن رفض إيران الانضمام إلى فاتف سيحرمها من جميع اشكال التبادل المالي حتى مع روسيا والصين فضلا عن دول الاتحاد الأوربي.
ويبقى التناقض في أن إيران لا تستطيع رفض الانضمام الى فاتف لانها تفقد جميع فرص التبادل المالي والتجاري مع العالم وفي الوقت نفسه لا تستطيع الانضمام إليه بحال صنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري منظمة إرهابية حيث ان جميع الدول والشركات التي ستتعامل مع إيران ستواجه عقوبات اميركية لا يمكن الانفلات منها.
ووراء ذلك لا شك في ان هذا القرار هو بمثابة إعلان حرب ضد إيران التي هي أيضا ستبادل بالمثل وسترتب على الشيء مقتضاه.