إذا سلمنا بأن ظاهرة داعش الإرهابية، ليست هي مجرد مرتزقة تديرها وتسيرها أجهزة مخابرات دولية إستعملتها لتحقيق مأرب سياسية خاصة بها، مستغلتا هذه الأجهزة فهم خاطىء للإسلام يقوم بشكل أساسي على ما يسمى بـ "جهاد الكفار" ويشرع القتل ويستسهله مع أي اخر مختلف حتى ولو بتفصيل صغير فضلًا عن المخالف باساسيات فهمهم للإسلام...
ومن هنا جاءت فكرة أن القضاء العسكري على هؤلاء المجموعات غير كافي لجتثاثهم وأن الخطر الأكبر إنما يكمن بالفكر المحرك لهم والمستند للأسف على تراث حقيقي يستمدون منه ما يشاؤون من مبررات لإجرامهم وإرهابهم، والمطلوب أولًا وأخيرًا هو العمل على تنقية تراثنا الإسلامي من كل "الموضوعات" والتي تساهم بخلق هكذا ظواهر ولو تحت مسميات مختلفة.
إقرأ أيضًا: أكثر من إستعادة رفاة...
من جهة أخرى نشهد بلبنان ظاهرة اعتقد انها تشبه إلى حد بعيد ظاهرة داعش، ولو أن تأثيراتها و "إرهابها" يختصر على لبنان حصرًا، المشترك بين الظاهرتين ان كلاهما يقوم على فكر منحرف.. فالعونية أيضًا تقوم أساسًا على ركيزة تقول بأن "أن الحق هو ما يقومون به" وبالتالي يستسهلون وببساطة متناهية أن "يقطعوا" رأس المال العام بدون حتى أن يرف لهم جفن فال 300 دولار الملحوظة بخطة الكهرباء للاستملاكات في الخطة الكهربائية للوزيرة العونية لمعمل سلعاتا.. يتحول بمجرد نقاش وإعتراض من وزراء القوات وحركة أمل إلى 30 مليون!!!
هذه الجريمة الارهابية، وحدها من المفروض أن تحيل الوزيرة المعنية إلى التحقيق والسجن، ووحدها هذه الجريمة الإرهابية كانت لتكون في بلد بلد على هذه المعمورة سببًا لإستقالة وتنحي الوزيرة، أما عند الظاهرة العونية فإنها تمر مرور الكرام وتعتبر وكأنها مجرد خطأ مطبعي... تمامًا كسهولة الاحكام الداعشية وفتاوى القتل والاعدامات والجلد.
إقرأ أيضًا: السيستاني.. تواضع أو تخلّف
نهب المال العام عند العونية يمارس تحت شعار "مصلحة الوطن العليا" تمامًا كما تمارس داعش موبقاتها وجرائمها تحت شعار "المصلحة الإسلامية العليا".... فإذا كانت داعش تعتبر نفسها بأنها هي السبيل الوحيد والحصري للتقرب إلى الله فإن العونية تعتبر نفسها هي السبيل الوحيد والحصري للتقرب إلى الوطن!!
وعليه فإننا نستطيع أن نعتبر ان السلوك العوني يشبه الى حد كبير السلوك الداعشي، وكما أن الدواعش كان لهم الفضل الأكبر بهلاك الحرث والنسل وسحق مناطق واسعة وتدميرها فإن العونيين سيأخذون البلاد إلى هلاك محتم نتلمسه يوميا بفضل أدائهم .... ولا أظنن هنا بأن المجال يتسع لذكر الأمثلة التي بات يعرفها الجميع.