يمثل الهجوم الذي شنّه وزير الإقتصاد منصور بطيش على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أول انتقاد سياسي من "التيار الوطني الحر" لسلامة، منذ تشكيل الحكومة، واعتبره بعض المسؤولين مفاجئًا، بينما رأى آخرون أنه هجوم مستغرب بالنظر إلى أن الحاكم يطلع رئيس الجمهورية ميشال عون بشكل دائم، على التطورات المالية.
وإقتصاديًا، كان لهذا الهجوم انعكاس سلبي على سوق القطع طوال يوم أمس الجمعة بحيث ارتفع الطلب على الدولار مقابل الليرة، ما اضطرّ مصرف لبنان إلى تغطية الأمر.
وعلى خلفية رفض سلامة الردّ على هجوم بطيش لأنه لا يدخل في سجالات سياسية، ذكرت مصادر سياسية نقلًا عن صحيفة "الجمهورية" أنها "تنتظر أن يصحّح رئيس الجمهورية ميشال عون موقف وزير من تيّاره في أقرب وقت، خصوصاً انّ حاكم مصرف لبنان كان قد زار القصر الجمهوري قبل أقل 48 ساعة".
كما علم في هذا الإطار، أنّ "الحاكم تحفّظ عن اسمين طُرحا لنيابة الحاكمية، نظرًا لكونهما لا يتمتعان برضى المرجعيات المالية والدولية، وكان من شأن تعيينهما أن يؤثر على صدقية مصرف لبنان تجاه المجتمع العربي والدولي".
وفي السياق ذاته، علمت الصحيفة أنه "كان من المقرر أن تحصل زيارة لبنانية رسمية لغرفة التجارة والصناعة ورجال الأعمال في باريس "ميديف" MEDEF، وقد أرجأت الهيئات الفرنسية تلك الزيارة بناء على توجيه المراجع الفرنسية الرسمية، عطفًا على ما ذكرته "الجمهورية" أول من أمس".