تزامناً مع عملية إعادة فرز الأصوات الملغاة في أقضية اسطنبول، بناء على طعون حزب "العدالة والتنمية"، تساءل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عما إذا كان سينافس مرشح حزب "الشعب الجمهوري" و"تحالف الأمة" المعارضيْن إكرام إمام أوغلو، الفائز حتى الساعة بمنصب رئاسة البلدية، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الرئاسة.
ولفت الموقع إلى أنّ فوز إمام أوغلو، الجديد نسبياً على الساحة السياسية التركية، إذا ما تحقق، سيكون الثاني له في مسيرته المهنية، إذ سبق له أن تولى منصب رئيس بلدية بيليك دوزو في العام 2014، متفوقاً على "العدالة والتنمية".
وفي ظل تشكيك البعض بخبرة إمام أوغلو والصورة المحافظة التي رسمها لنفسه، نقل الموقع عن المديرة المساعدة لـ"حزب الشعب الجمهوري" في اسطنبول، إيلايدا شاغلا كوش أوغلو Ilayda Cagla Kocoglu، التي عملت عن كثب معه خلال الحملة الانتخابية، قولها إنّه يسعى إلى تكرار تجربته الناجحة في بيليك دوزو". وقالت شاغلا كوش أوغلو: "في بيليك دوزو، بلديته السابقة، اعتاد تفقد المشاكل والتجول بكل شارع فيها، وسعى بنفسه إلى إيجاد الحلول"، معتبرةً فوز إمام أوغلو، المولود في بلدة صغيرة في شمال تركيا، في بيليك دوزو، عاملاً مهماً قاده إلى الترشح لهذا المنصب.
في ما يتعلق بإمكانية منافسة إمام أوغلو أردوغان، الذي كان رئيساً لبلدية اسطنبول، نقل الموقع عن الأكاديمية في جامعة نورث إيسترن في بوسطن، زينب بالشيوغلو Zeynep Balcioglu، قولها إنّ إمام أوغلو أظهر قدرة على التحمل ليلة الانتخابات عبر الحفاظ على هدوئه واتصف بالإيجابية طوال مدة الحملة الانتخابية. في المقابل، رأت الأكاديمية أنّ الوقت ما زال مبكراً للقول إنّ تأثير أردوغان ينحسر وإنّ إمام أوغلو يمثّل قوة توحيدية"، موضحةً: "اسم أردوغان مكتوب بالخط العريض في تاريخ تركيا السياسي". ومستدركةً: "تُعتبر مسيرة أردوغان المهنية بمثابة خارطة طريق".
توازياً، تطرّق الموقع إلى الانتقادات التي طالت إمام أوغلو، كاشفاً أنّ "الشعب الجمهوري" وحزب "الشعب الديمقراطي" الكردي وعدداً كبيراً من أعضاء "العدالة والتنمية" اتهموا إمام أوغلو بتقليد أردوغان. وفي هذا السياق، لفت الموقع إلى اتهامات بالاستعراض أو محاولة استمالة الناخبين المحافظين وُجهت إلى إمام أوغلو عقب انتشار تسجيل فيديو له ظهر فيه يتلو القرآن بعد وقوع مجزة نيوزيلندا. إلى ذلك، نقل الموقع عن أحد سكان بيليك دوزو تأكيده أنّه امتنع عن التصويت لإمام أوغلو لـ"افتقاره القدرة على إدارة بلدية بكبر حجم اسطنبول".
ما جديد عملية فرز الأصوات؟
قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي علي إحسان ياوز، إن 11 ألفاً و109 أصوات إضافية احتسبت لـ"العدالة والتنمية" بعد إعادة فرز 530 صندوقاً حتى الآن، بناء على الطعون التي قدمها الحزب للجنة العليا للانتخابات.
وأضاف ياوز إن عملية إعادة الفرز مستمرة منذ الأول من نيسان، مشيراً إلى أنه قد تمت إعادة فرز 5857 صندوقاً من صناديق الأصوات الباطلة احتسب منها 1641 صوتاً لصالح "العدالة والتنمية".
وبيّن ياوز أن الفارق بين مرشح الحزب بن علي يلدريم وإمام أوغلو تقلص من 27 ألف صوت إلى 19 ألفا 699 صوتاً، مؤكداً أنّه جرى تسجيل 64 صوتاً لصالح الحزب في 121 صندوقاً من الصناديق التي أعيد فرز الأصوات فيها بشكل كامل.