عُقدت في المركز الألماني للأبحاث الشرقيّة، في بيروت مساء الخميس الموافق في الرابع من نيسان الجاري، ندوة فكرية حول كتاب الدكتور عبدالرؤوف سنو: المدن الأقطاب في لبنان: بيروت-طرابلس- زحلة-صيدا. منشورات مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية، ط١، ٢٠١٨.
تحدّث في الندوة كلّ من الدكتور خالد زيادة، مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات-فرع بيروت والدكتور نادر سراج ومؤلف الكتاب.
في البداية تحدّث الدكتور خالد زيادة عن جُهد المؤلف في إبراز الطبيعة العمرانية والتاريخية والثقافية والاجتماعية والسياسية لكلّ مدينةٍ من المدن الأربع التي أرّخ المؤلف لنشأتها وصيرورة أدوارها التاريخية، مُتوقّفاً عند الجهد الذي أولاهُ المؤلف لمدينته بيروت، مُبرزاً مكانتها التجارية عبر مرفئها ونموها السكاني المُطّرد بعد تعيينها عاصمةً للبنان الكبير عام ١٩٢٠. ومن ثمّ تناول الدكتور خالد زيادة رؤية المؤلف لأهمّية مدينة طرابلس خلال حكم بني عمار الذهبي ومن ثمّ انتقال المدينة من "العثمنة إلى العروبة"، وممانعتها الإلتحاق المبكر بدولة لبنان الكبير، إلى أن انتهى بها الأمر للانخراط التدريجي في لبنان الكبير ومشاركتها معركة الإستقلال و"تلبنُن" طرابلس ونواحيها. كما ركّز الدكتور خالد زيادة على موهبة المؤلف وقدرته على إضفاء الطابع التربوي على الكتاب، وأشاد بميزة اعتباره مُفيداً للمثقفين والمؤرخين والطلاب والطالبات لسهولة أسلوبه وبساطة تركيبه اللغوي، واشتماله على الصّور التي زيّنت مختلف المراحل التاريخية التي مرّت بها المدن الأربع.
وتحدث الدكتور سراج عن أهمية الكتاب التاريخية والثقافية والاجتماعية والسياسية واعتباره مرجعاً صالحاً يُبرز فرادة مدينة بيروت (مسقط رأس المؤلف) ودورها الريادي في كافة المجالات التي رافقت عمرانها وازدهارها وتوسُع دورها في الملاحة مع الغرب وتجارتها مع الداخل السوري والعربي، كما فضّل سراج أن يدفع عن المؤلف تهمةً مُفتراة على الكاتب لاختياره ثلاثة مدن ساحلية يغلب على سُكّأنها الطابع المذهبي "السُّني"، في حين أنّ هذه التهمة الشنيعة لم تخطر على بال الكاتب وهو بالطبع منها براء.
في نهاية الندوة القيّمة حول كتابٍ تاريخي ووثائقي مُميّز شكر المؤلف المنتدين والحضور والمركز الألماني الثقافي، كما أنار بعض جوانب المداخلات والنقاشات.