مع إنتهاء مهلة الرجوع عن الترشيح للانتخابات الفرعية في طرابلس المقررة في 14 نيسان المقبل، إنطلق السباق الانتخابي الفعلي باتجاه المقعد السني الخامس الذي شغر بإبطال المجلس الدستوري لنيابة ديما جمالي، خصوصا أن الانسحاب من المعركة إقتصر على مرشح واحد فقط، هو سامر كبارة الذي إتخذ قرارا مفاجئا بالتراجع عن ترشيحه، علما أنه كان حتى قبل ساعات قليلة ينشط في إستكمال زياراته للقيادات الطرابلسية لعرض برنامجه الانتخابي عليهم.
مع إنسحاب كبارة، من المفترض أن يتنافس في الانتخابات الفرعية الطرابلسية ثمانية مرشحين تم تثبيت ترشيحهم منتصف ليل أمس، هم: يحيى مولود، ديما جمالي، طلال كبارة، عمر السيد، حامد عمشة، محمود الصمدي، مصباح الأحدب إضافة الى نزار زكا إبن القلمون المعتقل في إيران، والذي كانت رفضت الداخلية طلب ترشيحه قبل أن يكسر قرارها حكم قضائي أبقاه في دائرة المنافسة.
لا شك في أن الأيام العشرة المتبقية ليوم الاستحقاق ستشهد حركة إنتخابية لافتة، كانت بدأتها بشكل مبكر المرشحة ديما جمالي برفقة أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، حيث قطعت شوطا كبيرا في الجولات واللقاءات السياسية والشعبية، وفي تأمين الاحتضان السياسي لها من أكثرية قيادات طرابلس سعيا لاعادتها الى المجلس النيابي، والرد على قرار الطعن الصادر عن المجلس الدستوري، وذلك في مواجهة المرشح يحيى مولود الذي سبق وخاض هذا السباق في إنتخابات عام 2018 من خلال لائحة “كلنا وطني” وحاز على 909 أصوات تفضيلية يحاول أن يبني عليهم اليوم ويسعى الى تأمين مروحة واسعة من الدعم الشعبي تحت شعار التصويت “معارضة”، وكذلك المرشح مصباح الأحدب الذي يخوض معركته في وجه السلطة كتسجيل موقف معترض على ما يعتبره “طريقة التعاطي الفوقية مع طرابلس”.
والمرشحان مولود والأحدب يحاولان الاستفادة من إنسحاب المرشح سامر كبارة، إضافة الى المرشح طلال كبارة الذي يسعى أيضا للحصول على أصوات العائلة.
وفي هذا الاطار ينشط الزميل عمر السيد ضمن هيئات المجتمع المدني، وهو يؤكد “خوضه المعركة بجدية وأن الوقائع أثبتت أنه لن يتراجع أو ينسحب كما كان يراهن البعض، بل هو مستمر حتى النهاية”، فضلا عن إصرار نزار زكا الذي بذلت عائلته مجهودا كبيرا من أجل تثبيت ترشيحه الذي من المفترض برأيها أن “يلفت الانظار الى ظروف إعتقاله في إيران”، وهو من المفترض أن يبدأ بكتلة أصوات من بلدته القلمون التي لم يسبق أن ترشح أحد منها للانتخابات باستثناء الدكتور وسيم علوان الذي خاض إنتخابات عام 2018، وكذلك المرشحان محمود الصمدي وحامد عمشة وهما ما يزالان مجهولين بالنسبة لأكثرية أبناء المدينة.
مع بدء العد العكسي لفتح صناديق الاقتراع على مسافة عشرة أيام، كل الأنظار تتجه الى نسبة الاقتراع التي تشير كل التوقعات والاحصاءات حتى الآن الى أنها ستكون متدنية جدا كونها بالدرجة الأولى إنتخابات فرعية لا تعني إلا أصحابها، فضلا عن غياب الشعار السياسي الذي غالبا ما يحرك الناخبين، وهذا ما يسعى تيار المستقبل الى تلافيه بكل الوسائل، والسعي الى دفع الناخبين للمشاركة وذلك بالتعاون مع القيادات السياسية الطرابلسية التي أعلنت وقوفها الى جانب الرئيس سعد الحريري وفي مقدمتهم الرئيس نجيب ميقاتي الذي ساهم موقفه في تجنيب طرابلس معركة سياسية من العيار الثقيل، وهو يجتمع اليوم للمرة الأولى بماكينة تيار العزم الانتخابية لاعطائها التوجيهات اللازمة حيال هذا الاستحقاق.