من التهوين والتخوين ،الى منطق التوافق، وحكومة الوحدة الوطنية كوعاء جامع لكلَ مكونات الطوائف وأحزابها وتياراتها، وضرورة قيام تقاطع حكومي وانتخابي بين الآذاريين الذين حوَلوا البلاد الى اصطراع مرعب طحنت طواحينه مؤسسات الدولة، وبلغ الانقسام معه حدَاً حرَك سكاكين التعصب في خواصر المذاهب والملل والجماعات المجتمعة في لبنان.
قيادات في حزب الله تنسف اللون الواحد، والفريق الواحد، وتتشاءم من فردية السلطة، وتعتبر الحكومة مكان الوحدة الوطنية ،وملتقى الرابع عشر، والثامن، من آذار كصمامين أماميين للدولة، وكضامنين أساسيين للوطن، وما عادت الأكثرية في مفاهيمها المتعددة فضاءًا مفتوحاً لجهة متفاهمة، أومتجانسة في الاختيار والاختبارات.
من جهته، زايد سعد الحريري على اعتدال عون الملحوظ بعد استقالة ميقاتي ، وعلى موضوعية حزب الله في استقراء المرحلة المستجدة ،وطبيعة الموازين الوافدة معها، وتلبية ارادتها في تسليس السياسة الداخلية وفق المعطى الداخلي واشرافات الخارج على لبنان من خلال المملكة العربية ودورها الريادي في جعل الحكومة العتيدة صناعة محلية.
باعتباره حزب الله قوَة أساسية وفاعلة وبمحمولاته كافة، وضرورة التلاقي معه في عمل حكومي يعيد للبنان مافرقه الانقلاب والانقلابيون، ممن غدروا بسعد في لحظة تخلي عن المستقبل وجهوية الرابع عشر من آذار، والارتماء بأحضان الثامن منه، ومن موقع ذيلي لا من طرف أساسي.
اعلام حزب الله يستصرح السفير السعودي، وتتحول المملكة من عدوة غادرة الى دولة صديقة يمكن محايثتها لانتاج حكومة وحدة، ومشروع انتخابي يعيد انتاج المنتوج الحالي من النوَاب ،ويفتح الباب أمام تفاهمات مبكرة على ضؤ الاختلاف في الموضوع السوري والبحراني تحديداً.
ثمًة من أشار الى زيارة خاطفة للمملكة من قبل عسس سياسي لتقريب المسافات المتباعدة، واعطاء فرصة لحكومة سلامية تضمن التعايش مع السلاح والدويلة، مقابل استقبال المستقبل كشريك مناصف في السلطة، على أن يبقى النأي بالنفس عن سورية، على طريقة حكومة ميقاتي.
اذاً نحن أمام خطاب جديد لقوى الانقسام في لبنان ،ومادته الأساسة اعتراف بحق السلاح في الاستخدام الدفاعي ،وبمشروعية طائفة الرابع عشرمن آذار كمكون وطني وتوافقي، لا تستقيم دونه دولة.
ربما جمَد مخاتير الأحزاب اعطاء هويَات غير وطنية ، وما عادت العمالة سمة تليق بشريك لا تقوم دونه معادلة في الدولة والاجتماع السياسي ،وخرُست تصاريح النيل من سلاح يتحمل مسؤولية اسقاط مشروع الدولة لصالح الدويلة.
ربما نحن في حلم لا في علم، وأن الغد سيشير الى أي نحن فيه ، فعسى أن يصبح الحزب حزب العرب، بعد أن يحجَ على طريقة الخادم لا المرشد.
ماحصل حتى الآن من تصاريح مبشَرة بجنة وطنية يدفع الى التقوَل بما ينسجم مع المستسمح من القول بعد أن فُكَت ألسن كانت مربوطة بعقد محكمة لا مجال لفكها من قبل مواطنين ضاقوا ذرعاً بسياسات وضعت الوطن على فيلق بركاني متطرف وجارف وقارض للدولة من جذورها.