أكد الوزير السابق أشرف ريفي أن "المصالحة مع رئيس الحكومة سعد الحريري ثابتة، ومن شأنها تحصين الطائفة السنية المستهدفة من محور إيران"، مشيرا الى أن "المصالحة بالنسبة لي أبعد من مجرد التقاء على الانتخابات الفرعية، فقد سبق لي وأن دعمت الحريري قبل الانتخابات الفرعية في موضوع الدستور وصلاحيات رئاسة الحكومة، كما دعوت إلى ختم جروح الماضي".
ولفت ريفي في حديث صحيفي الى أن "أهمية المصالحة تكمن في استثمارها باتجاه بناء الدولة والدفاع عن الدستور وتحصين الطائفة السنية التي تتعرّض للاستهداف من محور إيران، هذه العناوين تكفي للقول إن أهداف المصالحة غير آنية، ويجب أن تحصّن الأهداف الاستراتيجية المتفق عليها بين جميع السياديين في لبنان، بغضّ النظر عن اختلافهم حول كيفية تحقيقها".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هذه المصالحة ستمحو كل ما حدث خلال الأعوام الماضية، أكد ريفي "أننا تجاوزنا جروح الماضي لأجل المصلحة العامة، والخلاف لم يكن شخصيًا، ولقد تجاوزنا هذا الخلاف، من خلال الاتفاق على رؤية للمرحلة المقبلة، لا تفترض حكماً اتخاذ المواقف نفسها من ما يجري، بل تملي التنسيق لتحقيق الأهداف المشتركة، ولقطع الطريق على فريق إيران كي لا يستفيد من هذا الخلاف. لبنان يعيش مرحلة خطيرة تستلزم هذا التعاون".
ولدى سؤاله عن كيفية تعامله مع "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" في المرحلة المقبلة، وهل سيهادن إذا طلب الحريري ذلك، أشار إلى أن "الحريري يقرر ماذا يفعل. أما بالنسبة إليّ فأنا مستمر في مواجهة دويلة السلاح وحلفائها الذين يغطون السلاح ويعرّضون لبنان للعزلة العربية والدولية، ويهددون اقتصاده. لم يطلب الحريري أي شيء بخصوص المهادنة مع أحد، ولا أعتقد أنه في هذا الوارد"، مشددا على "أننا ثابت على مواقفي السيادية، وأرى أن سلوك عهد الرئيس عون يمعن في توريط لبنان عبر دعم النظام السوري وحزب الله، وهذا ما حصل بعد زيارته إلى روسيا، وخلال مشاركته في القمة العربية، إذ رهنت مواقفه لبنان لإيران والنظام السوري، وهذا ما نرفضه".
وأضاف :"لقد هاجمتُ وزير الخارجية جبران باسيل، وسأهاجمه، باعتباره رأس الفساد الذي يغطيه "حزب الله"، فعلاقة باسيل مع "حزب الله" علاقة تبادلية. الأول يعطيه النفوذ في السلطة، والثاني يقدم الغطاء للسلاح غير الشرعي، ولبنان بات أسير هذه المعادلة. سنستمر في النضال لتحرير لبنان من وصاية إيران وأتباعها، كي تكون لنا دولة حقيقية، في وطن سيد مستقل يكون جزءاً من المجتمعين العربي والدولي، ونطالب بتنفيذ القرارات الدولية، خصوصاً القرار 1701 بكامل مندرجاته، كي نحمي لبنان، العالق بين التهديدات الإسرائيلية والاستباحة الإيرانية لأرضه وقراره".
وعن مكافحة الفساد، التي يقوم بها العهد الحالي، تساءل ريفي "كيف لمن قبل باستئجار البواخر من الشركة التركية بأسعار مضاعفة أن يدّعي محاربة الفساد؟، وكيف لمن أرهق الإدارة بالتوظيفات الانتخابية أن يحارب الفساد، كيف لمن ينصب عائلته في المواقع الرسمية أن يحارب الفساد؟، وكيف لمن يرهن قراره لدويلة السلاح مقابل السلطة والنفوذ أن يحارب الفساد؟". تابع: "الكلام عن محاربة العهد للفساد هو مزحة سمجة".
وعن الملف المتعلق بـ"حزب الله"، اعتبر ريفي أن الحزب يعاني جراء العقوبات المالية على إيران، فهي الممول الأول له، وهناك معطيات كثيرة عن تخفيض النفقات حتى العسكرية منها. هذا الحزب هو أداة لإيران، فقيادته وأعضاؤه لبنانيون، لكنهم يأتمرون من "الحرس الثوري"، وينفذون ما يطلب منهم، ولو على حساب بلدهم".