لم يخفي يومًا "أبو علي بوتين" علاقته المتينة والقوية مع الكيان الصهيوني، وأعلن جهارًا ومرارًا أن حماية أمن إسرائيل هي واحدة من أولوياته وأن التنسيق العسكري والأمني في سوريا بين الطرفين هو على قدم وساق بل ولم يخفي إعلان غرفة العمليات المشتركة بينهما لإدارة العمليات في سوريا، وعلمه المسبق بأي غارة تنفذها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مواقع تابعة للحرس الثوري أو لحزب الله.
ولعل اللقاءات التي عقدها فلاديمر بوتين مع رئيس وزراء العدو هي الأكثر عددًا في كل مراحل العلاقات الممتازة بين الإتحاد السوفياتي سابقًا وروسيا الآن، ولن يكون آخرها إجتماع اليوم بين الرجلين وزيارة نتناهو لشكر الحليف على هدية إستعادة رفاة زخاريا بافومل بعد 37 سنة، وقبله إستعادة دبابته منذ ثلاث سنوات (آيار 2016).
إقرأ أيضًا: السيستاني.. تواضع أو تخلّف
صار من بديهيات القول أن عملية إعادة رفاة الرقيب الإسرائيلي عشية الإنتخابات الإسرائيلية تأتي بمثابة دعم روسي واضح لنتنياهو المدعوم أميركيًا أيضًا، فشكّلت منح الرفاة دفعة إضافية بعد منح هضبة الجولان وبالتالي تحول نتنياهو الى نقطة تقاطع بين الروسي والأميركي مما يؤشر إلى نجاح شبه مؤكد لإستمرار نتنياهو على رأس حكومة العدو.
إقرأ أيضًا: الفساد الاكبر
الملفت بكل ما يجري، هو "الصدمة" المستغربة من ما يسمى بإعلاميي وكتاب وصحفيي محور الممانعة!! وإعتبار تسليم الرفاة بدون أي مقابل ولا حتى مفاوضات أمرًا مستهجنًا من قبل "الحليف" وبالأخص الإعلام المحسوب على الجهة الايرانية من هذا المحور في ظل صمت وسكوت الإعلام الرسمي السوري ومحاولاته السخيفة بذر الرماد في عيون بعض الحمقى عبر القول أن العملية إنما تمت مع أطراف المعارضة بدون معرفة نظام بشار.
إن إستعادة الرفاة، وبالطريقة التي جرت فيها، وبالتوقيت التي حصلت فيه، لا يحتمل أي تفسير غير أن الصفقة التي تديرها أميركا بالتنسيق والتكافل مع روسيا من أجل زيادة الحصار على إيران ومعه حزب الله من أجل الوصول إلى طردها من سوريا وقبولها صاغرة بالشروط الأميركية، وإلّا فالحرب هو الخيار القادم ومن هنا الحاجة لبقاء نتنياهو بالسلطة، وإن كل هذا يجري بموافقة ومباركة بشار الأسد طالما المحصلة هي بقائه في قصر المهاجرين.