لم يمض أسبوع على زيارة رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأميركية وتسلمه قرار رئيسها دونالد ترامب بضم الجولان الى الكيان الإسرائيلي حتى أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف ان رئيس الوزراء الإسرائيلي سيقوم بزيارة عمل قصيرة إلى روسيا في 4 نيسان، أي بعد غد الخميس، لبحث قضايا الساعة. الإعلان عن هذه الزيارة جاء إثر اتصال اجراه نتنياهو مع الرئيس الروسي بوتين ناقشا خلاله وفق ما كشف بيسكوف قضايا التعاون الثنائي الملحة، بما في ذلك الاتصالات العسكرية والوضع في منطقة الشرق الأوسط.
السؤال الذي يطرح نفسه بعد الإعلان عن هذه الزيارة لنتنياهو إلى موسكو، بعد زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية وحصوله من رئيسها على قرار ضم الجولان إلى الكيان الإسرائيلي هو ماذا يحضّر نتنياهو قبل الانتخابات من هذه الحركة بين واشنطن وموسكو؟ وهل في نيته القيام بعمل عسكري في سوريا ولبنان تحت عنوان إخراج إيران من المنطقة وفكفكة اذرعها العسكرية ومنها حزب الله، خصوصاً ان هذه الزيارة إلى موسكو تأتي ايضا بعد قرابة شهر على زيارة مماثلة قام بها في 27 شباط الماضي خصصت لبحث الملف السوري، وانتهت إلى اتفاق ثنائي على مواصلة التنسيق بين الجيشين الروسي والإسرائيلي وعلى ضرورة انسحاب القوات الإيرانية ومعها قوات حزب الله من سوريا، وبعد هذه الزيارة التي أسفرت عن تنسيق عسكري وسياسي تام بين موسكو وتل أبيب بشأن الوضع في سوريا ومستقبله، حصلت زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة وحصل أيضاً تنسيق عسكري وسياسي بين الجانبين ترجمه الرئيس ترامب بقراره ضم الجولان إلى الكيان الصهيوني متجاهلاً ردود فعل الدول العربية، وكل المواثيق الدولية، وكأن الرئيس الأميركي قصد بهذا القرار إطلاق يد الكيان الصهيوني لشن حرب ليس على سوريا وحدها بل على لبنان ايضا، لأن القصد منها إخراج إيران وذراعها حزب الله من هاتين الدولتين المجاورتين للكيان الصهيوني. من هنا يصح القول بأن نتنياهو بصدد التحضير لعمل عسكري ما قبل الانتخابات الإسرائيلية وان زيارته إلى موسكو بعد واشنطن ستركز بشكل أساسي على ضرورة تحقيق ما اتفق عليه في اللقاء الأخير بينه وبين بوتين لناحية خروج القوات الإيرانية والفصائل التابعة لها وأبرزها حزب الله من سوريا في أسرع وقت، وإلا فإن الكيان الصهيوني سيتولى عملية اخراجها بالطرق التي يراها مناسبة، مما يعني في ضوء كل هذه التطورات ان هناك اتفاقاً اميركياً - روسياً - اسرائيلياً على مواجهة الوجود الإيراني في سوريا وان حركة نتنياهو بين واشنطن وموسكو ربما تمهد أيضاً لتحرك إسرائيلي أوسع على حدودها الشمالية أكان في سوريا أو في لبنان بهدف طرد إيران وأذرعها أو ابعادها عن حدودها، مع الإشارة هنا إلى الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منذ أسبوع تقريباً مستودعات ذخيرة للقوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها في حلب وأدت إلى مقتل 7 على الأقل من عناصرها، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الانسان، من دون ان تتحرك منظومات الدفاع الروسية المنتشرة في سوريا للتصدي لها.