كشف تقرير نشرته وكالة "رويترز" أنّ مجموعة من خبراء التسلّل الإلكتروني الأميركيّين، الذين كانوا يعملون سابقاً في المخابرات الأميركية، ساعدت الإمارات العربية المتحدة في التجسّس على الإعلامية جيزيل خوري.
وأشار التقرير الذي أعدّه الصحافيان جويل شيتمان وكريستوفر بينج، إلى أنّ ذلك حدث خلال مواجهة متوتّرة في عام 2017 بين الإمارات وحلفاء آخرين من جهة وقطر من جهة أخرى.
وبحسب التّقرير، فإنّ الخبراء عملوا لصالح مشروع "ريفين"، وهو برنامج سرّي للمخابرات الإماراتية تجسّس على منشقّين ومتشدّدين ومعارضين سياسيين للأسرة الحاكمة في الإمارات، ومن بين الخبراء 9 على الأقلّ من العاملين السابقين بوكالة الأمن الوطني الأميركية والجيش الأميركي.
ويذكّر التقرير بـ"الأزمة الخليجية" التي اندلعت في ربيع عام 2017، بين الإمارات السعودية ومصر والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى، حيث اتّهمتها الدّول الـ 4 بنشر الاضطرابات في الشرق الأوسط من خلال دعمها لوسائل إعلام وجماعات سياسية. وطالبت الدول الـ 4 قطر باتخاذ سلسلة إجراءات، منها إغلاق شبكة تلفزيون "الجزيرة" والتوقف عن تمويل وسائل إعلام أخرى، وكبح جماعة "الإخوان المسلمين"، التي تعتبرها بعض الحكومات العربية تهديداً لها.
وفي حزيران من العام 2017، قطعت الدول الـ 4 علاقاتها مع قطر وفرضت عليها مقاطعة جوية وبحرية وبرية.
وفي الأسبوع نفسه، بدأ خبراء المشروع "ريفين" العمل، حيث أطلقوا عمليات لاختراق هواتف "آيفون" الخاصة بما لا يقل عن 10 صحافيين ومسؤولين تنفيذيين بوسائل إعلام كانوا يعتقدون أنّ لهم صلات بحكومة قطر أو جماعة "الإخوان المسلمين"، وذلك وفق ما أظهرته وثائق للبرنامج اطلعت عليها "رويترز" و4 أشخاص من المشاركين في العمليات.
واستهدف "ريفين" شخصيات إعلامية عربية من أطياف سياسية مختلفة، من بينهم الإعلامية جيزيل خوري، إلى رئيس مجلس إدارة شبكة "الجزيرة" ومنتج بقناة فضائية في لندن أسسها عضو في جماعة "الإخوان المسلمين".
وتظهر وثائق "ريفين"، وفقاً لـ"رويترز"، أنّ من بين الصحافيين العرب الذين تعرضت هواتفهم للاختراق جيزيل خوري، مقدمة برنامج "المشهد" الذي تعرضه قناة تلفزيون "BBC" باللغة العربية. ويستضيف البرنامج زعماء بالشرق الأوسط لمناقشة الأحداث الجارية. وبعد 3 أيام من بدء المقاطعة، اخترق خبراء "ريفين" هاتف "آيفون" الخاص بها. وتظهر وثائق برنامج "ريفين" أنه جرى استهدافها بسبب اتصالها بعزمي بشارة، وهو كاتب يقيم في الدوحة وينتقد الإمارات، أسّس صحيفة "العربي الجديد".
وقالت جيزيل خوري في مقابلة مع "رويترز": "عليهم أن يمضوا وقتهم في تحسين أحوال واقتصاد بلدهم، وليس في جعل جيزيل خوري هدفاً للتسلل الإلكتروني".
وقال الخبراء السابقون في مشروع "ريفين" إنّ الهدف كان العثور على أدلة تظهر أن الأسرة الحاكمة في قطر تؤثّر على تغطية "الجزيرة" وغيرها من وسائل الإعلام، وكشف أيّ علاقة بين الشبكة التلفزيونية و"الإخوان المسلمين".