استشهد الفلسطيني محمد جهاد عيسى (20 عامًا) صباح اليوم السبت جراء إصابته بشظايا بالرأس من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي شرق غزة، في وقت يتوقع أن يتجمع عشرات آلاف الفلسطينيين على طول السياج الحدودي لإحياء الذكرى السنوية الأولى لإنطلاق "مسيرات العودة" في اختبار لوقف إطلاق النار الهش بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال شاهد عيان نقلًا عن صحيفة "العرب اللندنية" إن "سعد كان مع حوالي ثلاثين آخرين، يتكئ على عكازين إثر إصابته برصاص الجيش في وقت سابق، واقترب حوالي مئتي متر من الحدود عندما أطلق الجنود النار عليه وأصابوه".
وعلى صعيد المسيرة المليونية، من المتوقع أن يتجمع عشرات آلاف الفلسطينيين في خمس نقاط حددتها الهيئة العليا المنظمة لـ "مسيرات العودة" على طول السياج الإسرائيلي الفاصل مع قطاع غزة، تزامنًا مع إعلان مسؤولين من الفصائل الفلسطينية التوصل إلى تفاهمات جديدة مع اسرائيل عبر الوساطة المصرية للمحافظة على الهدوء على السياج الحدودي الفاصل، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي حال التأهّب على الحدود مع القطاع، وذلك بتعزيز ونشر ألوية مدرعة ومدفعية.
ويتزامن ذلك مع "يوم الأرض" الذي يتم إحياؤه سنويًا في 30 آذار في ذكرى مقتل ستة عرب إسرائيليين على أيدي القوات الإسرائيلية خلال تظاهرات خرجت عام 1976 احتجاجًا على مصادرة أراضٍ.
يُشار إلى أن "هذه المسيرات تأتي قبل أسبوعين من موعد الإنتخابات الإسرائيلية، وبعد أيام قليلة من اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين إسرائيل وحماس في تصعيد أثار مخاوف من وقوع حرب رابعة بين الطرفين".
علمًا، أنه "منذ 30 آذار 2018 لغاية اليوم قُتل ما لا يقل عن 259 فلسطينيًا بنيران القوات الإسرائيلية، الغالبية العظمى على طول الحدود مبررةً عمليات إطلاق النار بأنها دفاع عن حدودها ليس إلا ويتهمها الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان بالإفراط في استخدام القوة".
بدوره، قال مسؤول فلسطيني شارك في اللقاءات مع الوفد المصري والتي انتهت فجر أمس الجمعة "أبلغنا الوفد الأمني المصري أن الاحتلال وعد بتخفيف إجراءاته ووافق على وقف إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين"، وأشار إلى "موافقة الفصائل على فرض الهدوء في القطاع، وإبعاد المشاركين بمسيرة العودة المليونية مسافة 300 متر عن السياج الفاصل ووقف إطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة".
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في بيان "نحن مستعدون لكل السيناريوهات وكل البدائل ولن نتردد في اتخاذ القرار الذي يحقق مصالح شعبنا ويستثمر التضحيات الجسام التي قدمها شبابنا في مسيرات العودة وكسر الحصار".
من ناحيته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أول من أمس الخميس أن "إسرائيل مستعدة لحملة عسكرية واسعة في غزة لكن فقط بعد استنفاد كافة الخيارات الأخرى"، وأضاف "إذا تمّ الدفع باسرائيل لشن حملة واسعة، ستقوم بذلك من موقع قوة وأمن بعد استنفاد كل الإمكانات الأخرى".