أكدت رئيسة لجنة المرأة والطفل النيابية الدكتورة عناية عز الدين "ان الفرص لا تزال قائمة أمام الحكومة الجديدة لتحقيق الإنجاز"، معتبرة "أن البداية الصحيحة تتمثل بإقرار الموازنة التي يضغط في اتجاه اقرارها دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، والذي اعرب عن قلقه من التأخير وذهب الى حد اعتبار اولوية اقرارها اولا وثانيا وعاشرا مع تشديده على ضرورة تخفيض العجز فيها بنسبة تزيد على 1%، في ظل وضع اقتصادي صعب ودقيق"، داعية إلى "التحرك بسرعة حتى لا نصل الى ما لا يحمد عقباه".
كلام عز الدين أتى خلال رعايتها حفل الفطور السنوي بمناسبة عيد الأم الذي نظمه معهد الآفاق للمعلوماتية والتكنولوجيا في مدينة صور، وحضره الى جانب عز الدين، المدير العام لمعاهد الآفاق في لبنان فادي ناصر وقيادتا حركة "أمل" و"حزب الله" والفصائل الفلسطينية وفعاليات، لافتة إلى "اننا نعيش اضافة الى الوضع الداخلي الصعب، تطورات اقليمية تتطلب منا كلبنانيين اليقظة والإستعداد الدائمين، بخاصة بعد القرار الاميركي بوضع الجولان ضمن ما يسمى بالسيادة الاسرائيلية" .
من جهة أخرى، اعتبرت عز الدين "أن المجتمع الذي تكثر فيه المؤسسات التعليمية ويقدر العلم والمتعلمين، هو مجتمع حيوي يمتلك في بنيته دينامية التطور والتجدد والتقدم، ويقترب من تحقيق شروط التنمية المستدامة والشاملة"، منوهة ب "ما حققه أبناء الجنوب رغم ظروف الاحتلال والحرمان، من نهضة علمية لامعة اثمرت في ميادين مختلفة، اجيالا من المتخرجين، وعددا كبيرا من المؤسسات التعليمية المختلفة والمدارس، وعددا لا بأس به من المهنيات والمؤسسات الجامعية".
كما، دعت الى "بذل المزيد من الجهود خصوصا على مستوى الجامعة الوطنية لجهة ضرورة افتتاح فروع جديدة للجامعة الوطنية في اكثر من مدينة جنوبية، وإيلاء العناية والرعاية للتعليم الرسمي والاهتمام بالمدرسة الرسمية بما يكفل تحقيق مستوى لائق من التعليم فيها، خصوصا ان المدرسة الرسمية تبقى الملاذ الوحيد للطلبة من ابناء عوائلنا الطيبين، اصحاب الدخل المتوسط والمحدود وهم الشريحة الاوسع في لبنان عموما وفي الجنوب خصوصا".
اما على مستوى التعليم المهني، فدعت عز الدين الى "تصحيح النظرة الخاطئة التي تشكلت حول مساره من خلال التركيز على التعليم المهني وايلائه الاهمية، الأمر الذي سيساعد الى حد كبير بمعالجة ازمة البطالة في لبنان، وحيث المؤشرات تظهر أن 41% من اللبنانيين هم تحت سن ال 24 عاما، وان و35% منهم هم بلا عمل، كما تظهر ان لبنان يخرج سنويا حوالى الثلاثين الف طالب جامعي لا يأخذ منهم سوق العمل اكثر من عشرة الاف في احسن الاحوال"، مؤكدة "ان التعليم المهني قادر على تعديل هذه الارقام نحو الافضل، كون الاختصاصات المهنية تلبي الى درجة كبيرة احتياجات السوق، اضافة إلى ان التعليم المهني يخرج شبابا يمتلكون مهارات انتاجية، ولبنان في امس الحاجة لاختصاصات منتجة وليست ريعية، لإعادة الإعتبار لقيمة العمل والمجهود بعدما اصبحت قيم المردود والربح السريع ولو غير الشرعي هي السائدة".
كما، دعت الدولة الى "الاهتمام الخاص بهذا القطاع وفتح الاختصاصات المختلفة فيه ووضع الخطط لتطويره واعادة تحديد اهدافه وربطه بمتطلبات الاقتصاد الوطني".
ورأت عز الدين "ان تعزيز التعليم المهني ضمن رؤية تربوية تطويرية شاملة لم يعد ترفا انما هو ضرورة تؤكدها مؤشرات سلبية أظهرها التقرير الذي صدر عن مركز التربوي للبحوث والانماء، حيث احتل الطلاب اللبنانيون في اختبار timss مراتب متأخرة"، محذرة من "حساسية هذه القضية وخطورتها وهي مرتبطة بثروة الطاقات البشرية التي يمتلكها لبنان والتي طالما افتخرنا بها"، آسفة لكون "هذه القضية لم تحظ باهتمام كبير، ولمتابعة من قبل المعنيين ما يوحي بأن هذه المسائل تقع في اسفل سلم الاهتمام الرسمي، وهو ما يشكل مؤشرا خطيرا لكون القيمين لا يدركون ان التعليم هو مفتاح التنمية وان الاستثمار في التعليم هو شرط التنمية".