شدّد وزير البيئة فادي جريصاتي، خلال تفقّده قناة ري زراعية تحوّلت إلى مجرور للصرف الصحي في محلة السمونية، في إطار جولته في عكار، على أنّ "مشكلة الصرف الصحي وطنية وليست مشكلة عكارية حصرًا، وكان لي جولة على مجرى الليطاني وهناك مأساة كبيرة، وثمّة تأثير واضح لأزمة النزوح السوري في هذا الإطار".
وأوضح أنّ "قرانا وبلداتنا بالأساس وضع بناها التحتية غير جيّد بفعل غياب الدولة الطويل لـ50 سنة، وكما هو واضح هناك بداية حلول ولكنّها لا تكفي. الصرف الصحي ليس من مسؤوليّات وزارة البيئة بل تابع لوزارة الطاقة، وأنا استمعت إلى صرخة رئيس إتحاد بلديات الشفت انطون عبود الّذي ينقل وجع الناس بكلّ تأكيد"، مبيّنًا أنّ "هذا موضوع صحي له تأثير بيئي، أدفع ثمنه أنا ربما بالإعلام، لأنّ الناس تلومني في شيء لست مسؤولًا عنه بشكل مباشر".
وأكّد جريصاتي أنّ "القضية ليست قضية مسؤوليّات، وأنا أعلم جيّدًا مدى الجهد الكبير الّذي تبذله وزيرة الطاقة والمياه ندى بستاني لإيجاد حلّ للصرف الصحي الّذي يبدأ من الجنوب إلى البقاع والشمال وكلّ لبنان"، مركّزًا على أنّها "أزمة وطنية لكن خطورتها في عكار أنّ كلّ لبنان يأكل من المحاصيل الزراعية الّتي تنتجها أراضي عكار، ولذلك هي أزمة لا تخصّ عكار فقط وهذا الأمر تعاني منه أيضًا منطقة البقاع".
وذكر أنّ "هناك وعيًا لحجم الأزمة، والبحث قائم لإيجاد حلول، قد تُسرّع هذه الزيارة ومثيلاتها في الحلول، نعلي الصوت أكثر نعم، ولكن الكّل مدرك لحجم وخطورة ما هو حاصل، ووزير الزراعة تحدّث في لجنة الأشغال عن أنّ 80 منتجًا تمتّ دراستهم تبيّن أنّ التلوث قد تسرّب لهم، وهذا أمر خطير"، لافتًا إلى أنّ "الاهتمام بالبيئة ليس ترفًا بل بات واجبًا وطنيًّا. بتنا نتحدّث بقلق عن صحتنا وصحة أبنائنا، وهذا الأمر يتطلّب متابعة جديّة من الجميع".
وأعلن أنّ "واجبنا التحرّك بسرعة أكبر، ومن السهل جدًّا أن نحمّل البلديات المسؤولية لكن البلديات إذا لم نؤمّن لها شبكات صرف صحي علميّة ومدروسة ومحطات تتوفّر فيها مواصفات عالية الجودة، فإنّ البلديات بكلّ تأكيد ليس لديها الإمكانيات لإتمام وإنجاز هكذا مشاريع؛ ولذلك لا يجب أن نرمي المسؤوليات على بعضنا البعض، هذه مسؤوليّتنا جميعا"، مشدّدًا على أنّ "الحكومة يجب أن تتحمّل مسؤوليّتها بإتخاذ الإجراءات المسرعة للحلول، وهناك مشاريع ملحوظة في إطار "سيدر" وثمة دول لا تزال مؤمّنة بهذا البلد وتريد مساعدتنا، وعلينا أن نحدّد أولوياتنا، وأنا أعتقد أنّ من يؤثّر على الزراعة هو أولوية الأولويات لأنّها صحة مباشرة".