رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أنّ "المجتمع الّذي يشعر فيه الإنسان بأهميته كإنسان، هو المجتمع المتكافل المتراحم، الّذي ينعم به جميع الناس ويسعدون في كنفه"، مشدّدًا على أنّ "الإنسان تواق إلى الخير بفطرَته، وإّنما تعيقه عنه معوّقات مختلفة، تكوّنها ظروف اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، وحينما تؤثّر هذه المعوقات في سلوكه، تجعله فاسدًا".
ولفت في البحث الّذي ألقاه في جلسة أعمال المؤتمر الدولي في موسكو، إلى أنّ "رسالة الإسلام رسالة عالميّة، جاءت تعاليمه رحمة للإنسانيّة جمعاء، ولتنظّم العلاقات بين أبناء الجنس الواحد"، مركّزًا على "أنّنا يجب أن نفهم الإسلام فهمًا صحيحًا ونحقّقه في حياتنا اليومية والاجتماعية تحقيقًا سليمًا، فنكون أمة وسطا تحقّقت فيها العدالة والخيرية، والعدل ضمان الاستقرار الّذي هو من مقومات الحياة الطبيعية، فلذا كان من مقاصد الإسلام ومن مهمّة الرسل الكرام، تحقيق القسط بين النّاس".
وأوضح دريان أنّ "الحكم والقضاء بالعدل لا يتأثر بحبّ أو بغض، ولا بحسب أونسب ولا بجاه أومال، كما لا يفرّق بين مسلم وغير مسلم"، مشدّدًا على أنّ "لهذا نجد واضحًا أنّ الإسلام قد أعاد بناء الإنسان من جديد وعمل على تحقيق التّوازن في الفرد والأسرة والمجتمع، ليتحقّق التوازن بعد ذلك في الإنسانيّة كلّها، فيتمّ تحقيق السّعادة على الأرض".
من ثم توجه المفتي دريان من موسكو الى جمهورية الشيشان حيث أدى صلاة الجمعة في المسجد المركزي في مدينة غروزني بحضور الوفد المشارك في المؤتمر والقى خطبة الجمعة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى، هذا وسيختتم المؤتمر أعماله في العاصمة غروزني.